[٣٣] ومنها : قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ) ـ إلى قوله تعالى ـ : ( وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (١) ؛ فإنّ دفع الذين في قلوبهم زيغ ويتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة ، وردعهم عن ذلك يستلزم ثبوت المعصوم ؛ لأنّ غيره لا ترجيح لقول بعضهم على بعض فكلّ منهم يدّعي ما يخالف غيره ، وذلك هو الفتنة.
[٣٤] ومنها : قوله عليهالسلام : « لا تجتمع أمّتي على الخطاء » (٢) ؛ لدلالته بمقتضى كون لام التعريف لتعريف الجنس على عدم اجتماع الأمّة على جنس الخطإ وماهيّته من حيث هي هي فيدلّ على وجود المعصوم في كلّ عصر ؛ إذ لم يكن منهم معصوم من أوّل عمره إلى آخره لجاز في زمان عدم المعصوم فعل كلّ واحد نوعا من الخطإ مغايرا لما يفعله الآخر ، فيكونوا قد اجتمعوا على جنس الخطإ ، لكنّه منفيّ بالخبر ، فدلّ على ثبوت معصوم بينهم من أوّل عمره إلى آخره في كلّ عصر فثبت مطلوبنا ؛ لاستحالة كون الإمام غيره.
[٣٥] ومنها : قوله تعالى : ( وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ) (٣) ؛ فإنّ معرفة جميع الصالحات ليست إلاّ للمعصوم ، فيجب في كلّ عصر لعموم كلّ عصر من جهة حذف المتعلّق. ومثله سورة والعصر.
[٣٦] ومنها : قوله تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (٤) ؛ فإنّ الأمر بكلّ معروف والنهي عن كلّ منكر لا يكون إلاّ من المعصوم ، ونحوه آيات أخر أمثالها.
__________________
(١) آل عمران (٣) : ٧.
(٢) « كشف الخفاء » ٢ : ٤٧٠ ، ح ٢٩٩٩ ؛ « سنن ابن ماجة » ٢ : ١٣٠٣ ، ح ٣٩٥٠ باب السواد الأعظم ؛ « الشافي » ١ : ٢٣٦ ؛ « المقاصد الحسنة » : ٤٥٤ ـ ٤٥٥ ، ح ١٢٨٨.
(٣) آل عمران (٣) : ٥٧.
(٤) آل عمران (٣) : ١٠٤.