الفرس ، وقوائمه كقوائم الإبل ـ إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو نائم في مكّة في دار أمّ هاني أخت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، على قول.
فقال جبرئيل : قم يا محمّد ، فقام وخرج معه إلى الباب ، وأخذ واحد باللجام ، وواحد بالركاب وسوّى الآخر عليه ثيابه فتضعضعت فلطمها جبرئيل عليهالسلام ثمّ قال : اسكتي يا براق ما ركبك نبيّ قبله ولن يركبك بعده مثله ، فركب عليهالسلام إلى بيت المقدس ، وناداه في مسيره مناد عن يمينه ، فلم يجبه ولم يلتفت إليه وإلاّ لتهوّدت أمّته بعده ؛ لكون المنادي داعي اليهود ، ثمّ ناداه مناد عن يساره وهو داعي النصارى فلم يجبه ولم يلتفت إليه ، وإلاّ لتنصّرت أمّته بعده ، ثمّ استقبلته امرأة كاشفة عن ذراعيها عليها من كلّ زينة الدنيا ، فقالت : يا محمّد تنظرني حتّى أكلّمك ، فلم يلتفت إليها ، فلو كلّمها لاختارت أمّته الدنيا على الآخرة ، ثمّ سمع صوتا ، قال جبرئيل : هو صوت صخرة قذفها على شفير جهنّم واستقرّت بعد سنين.
فلمّا انتهى إلى بيت المقدس نزلت ملائكة للبشارة من ربّ العزّة وعرض عليه جبرئيل محاريب الأنبياء وآثارهم ومنازلهم ، فربط البراق بالحلقة التي كانت تربط بها فوجد إبراهيم وموسى وعيسى فيمن شاء الله من الأنبياء ، فلمّا استووا أخذ جبرئيل بيده وقدّمه صلىاللهعليهوآله عليهم فصلّى وركب وصعد إلى سماء الدنيا ، وعليها ملك يقال له : إسماعيل وصاحب الخطفة تحته سبعون ألف ملك ، تحت كلّ ملك سبعون ألف ملك ، فقال : يا جبرئيل من هذا معك؟ فقال : محمّد صلىاللهعليهوآله ، ثمّ فتح الباب ودخل فرأى عجائبها ، فسلّم عليه واستغفر له وقال : مرحبا بالأخ الصالح ، وملائكتها يسلّمون عليه ضاحكين مستبشرين عليه ، حتّى لقيه ملك عظيم كريه المنظر ظاهر الغضب ، فدعا له ، إلاّ أنّه لم يضحك ، فقال : يا جبرئيل ، من هذا فإنّي قد فزعت منه؟
قال : كلّنا نفزع منه ، هذا خازن النار لم يضحك قطّ ، فطلب إراءة النار ، فكشف عنها غطاءها وفتح بابا منها فخرج منها لهب ساطع في السماء فهاب ، فسدّ.
ثمّ صعد إلى السماء الثانية فرأى فيها عيسى ويحيى ، ثمّ صعد إلى السماء الثالثة