يقال كرّم الله وجهه » (١) بل أخرج الحاكم عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أوّلكم وروداً عليّ الحوض أوّلكم إسلاماً : علي بن أبي طالب » (٢) ... وعن علي عليهالسلام ـ فيما أخرجه البلاذري وابن عساكر وغيرهما ـ « أنا الصّديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبوبكر وأسلمت قبل أن يسلم » (٣).
هذا في إسلام علي.
وأمّا إسلام أبي بكر فقد روى غير واحد أنّه أسلم قبله أكثر من خمسين (٤).
وبعد هذا كلّه فإنّ السّعد لم يذكر دليلاً على دعوى سبق أبي بكر إلى الإسلام إلاّ شعر حسّان فإنّه قال :
( وقيل : أبوبكر ، وعليه الأكثرون على ما صرّح به حسان بن ثابت في شعر أنشده ... ).
أقول : أين شعر حسّان؟ وما هو؟ ومن يرويه؟
ولو سلّم فهل يقاوم ما تقدّم؟
على أنّ من شعر حسان بن ثابت :
« جــــبريل نـادى معـلنـا |
|
والـنـقـع لـيس بمـنـجـلي |
والمـســلمـون قـد أحـدقـوا |
|
حـول الـنـّبـي المـرســل |
لا ســيف إلاّ ذو الــفـقــار |
|
ولا فــتـى الاّ عــلـي » (٥) |
ومن شعره الثابت المرويّ في كتب الفريقين شعر ، يوم غدير خم وقد تعرّضنا له سابقاً.
__________________
(١) الصواعق المحرقة : ٧٢.
(٢) المستدرك على الصحيحين ٣/١٣٦.
(٣) أنساب الاشراف ٢/١٤٦ ، تاريخ دمشق ١/٥٣ ترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام.
(٤) تاريخ الطبري ٣/٤٢٠.
(٥) رواه سبط ابن الجوزي في التذكرة : ١٦ عن أحمد في الفضائل.