واستمرّ هذا الصراع بينهما إلى ما بعد الإسلام ، ذلك هو الصراع بين بني هاشم وبني أميّة. هذا التفسير تبنّاه أعداء الحسين عليهالسلام ، ولعلهم انطلقوا في هذا التفسير من العداء التاريخي المستحكم بين القبيلتين ، ذلك العداء الذي عبّرت عنه جويرية بنت أبي جهل التي كشفت عن الوضع النفسي لبطون قريش ، فعندما صعد بلال على ظهر الكعبة وأذَّن وسمعت الأذان ، قالت بعفوية : قد لعمري رفع لك ذكرك ، أما الصلاة فسنصلّي ، لكن واللّه لا نحب من قتل « الأحبة أبدا » (١).
لقد عاش البطن الأموي رهينا لسلسلة من العقد؛ لماذا يكون النبي من بني هاشم؟ كيف يثأرون من الهاشميين وبالذات آل محمد وأهل بيته لقتلاهم في بدر؟ وقد نبّه النبي صلىاللهعليهوآله الأمة إلى حقيقة المشاعر الأموية ، فقال : « إن أهل بيتي سيلقون من بعد أمتي قتلاً وتشريدا ، وإن أشد قومنا لنا بُغضا بنو أمية ، وبنو المغيرة ، وبنو مخزوم » (٢).
ويبدو أن أصحاب هذا التفسير انطلقوا كذلك من دوافع يزيد بن معاوية التي عبّر عنها أكثر من مرّة ، حيث قال (٣) عندما سمع عويل سبايا الحسين عليهالسلام :
ليتَ أشياخي ببدرٍ شهدوا |
|
جزع الخَزرج من وقع الأسل |
لأهلّوا واستهلّوا فرحا |
|
ثمّ قالوا يا يزيد لاتُشَل |
__________________
(١) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد ١٧ : ٢٨٣ ، دار إحياء الكتب العربية.
(٢) كنز العمال ١١ : ١٦٩ / ٣١٠٧٤ ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت.
(٣) اللهوف : ١٠٥.