السلطة وإقامة الحكم الإلهي ، إلاّ أن هذا الإنسان الذي سعى إلى هذا الهدف لم تؤاته الظروف ولم يتمكّن من تحقيق هذا الهدف ، وكان فشله في تحقيق هذا الهدف بسبب خذلان أهل الكوفة له ، ونتيجة لخذلان شيعته له وتردّدهم في اتخاذ الموقف المناسب معه.
ولكن يرد على هذا الرأي أنّ الحسين عليهالسلام لم يكن هدفه الوصول إلى السلطة كغاية ليستخدمها من أجل الوصول إلى الرئاسة وتحصيل المكانة المرموقة له ولأسرته. صحيح أنّ الوصول إلى السلطة واستخدامها وسيلة لتطبيق مبادى ء الإسلام الحقَّة أمر محمود ويقرّه الشرع ، بل ويحثّ عليه ، ولكن الصحيح أيضا أنّ الحسين عليهالسلام كان عالما ومدركا بأنّه لا يتمكّن من الوصول إلى دفّة الحكم بسبب وعيه لطبيعة الظروف السياسية والاجتماعية والنفسية المحيطة به والضاغطة عليه التي تحول دون ذلك. فهو مع اتّصاله بالغيب ـ كما أسلفنا ـ إنسان واقعي يدرك بأنّ الشروط الواقعية أو العملية لم تتهيّأ بعد ، وقد صرّح أكثر من مرّة لكلِّ من نصحه أو استشاره بأنّه مقتول لا محالة. ومع هذه القناعة الراسخة في نفسه لا يمكن القول بأنّ هدفه السياسي كان يتثمّل بالسعي لاستلام السلطة. لأنّ معنى ذلك أنّه عليهالسلام كان يسعى نحو هدف غير واقعي مع تقديره للوضع السياسي ويكون تحرّكه في مثل هذه الحالة أقرب إلى عملٍ انتحاري.
ومما يعزز هذا الرأي ما ذهب إليه الشيخ محمد مهدي شمس الدّين من أن الحسين عليهالسلام « كان يعلم بأن ثورته انتحارية لا تقوده إلى نصر سياسي آني ، وإنما تنبِّه الأمة إلى الخطر ، وتضعها في مواجهته ، وتفجِّر فيها طاقة الثورة وروح الرَّفض ، وتحمل الحكم على أن يحافظ على الحد الأدنى من