حكام الجور والطغيان.
وفي هذا الصدد يقول الاستاذ خالد محمد خالد : « إن القضية التي خرج البطل حاملاً لواءها لم تكن قضية شخصية تتعلق بحق في الخلافة .. أو ترجع إلى عداوة شخصية يضمرها ليزيد ، كما أنّها لم تكن قضية طموح يستحوذ على صاحبه ، ويدفعه إلى المغامرة التي يستوي فيها احتمال الربح والخسران. كانت القضية أجلّ وأسمى وأعظم. كانت قضية الإسلام ومصيره والمسلمين ومصيرهم ، واذا صمت المسلمون جميعهم تجاه هذا الباطل الذي أنكره البعض بلسانه ، وأنكره الجميع بقلوبهم ، فمعنى ذلك أن الإسلام قد كفّ عن إنجاب الرجال. معناه أن المسلمين قد فقدوا أهلية الانتماء لهذا الدين العظيم. ومعناه أيضا أن مصير الإسلام والمسلمين معا قد أمسى معلقا بالقوة الباطشة ؛ فمن غلب ركب ، ولم يعد للقرآن ولا للحقيقة سلطان ..تلك هي القضية في روع الحسين ، وبهذا المنطق أصر على الخروج » (١).
وهناك سؤال تردد ويتردد على الألسن على امتداد الزمن ، وهو سبب سكوت الحسين عليهالسلام عن معاوية بن أبي سفيان ، مع كونه وابنه يزيد وجهين لعملة واحدة.
وكمحاولة للإجابة على ذلك لابدَّ من إلقاء نظرة تاريخية مجملة ، لكي
__________________
(١) حياة الحسين / القرشي ٣ : ٣٤ ، عن كتاب : أبناء الرسول في كربلاء / خالد محمد خالد : ١٢٣ ـ ١٢٤.