التصلُّب في مواقفهم بعد أن كانوا طيلة عهد معاوية أميل إلى المهادنة والتسامح ، كما أحدثت تصفية الثورة ـ بالطريقة الدموية الفضيعة التي حدثت وتسامع بها المسلمون ـ تغييرا كبيرا في مواقف جماعات كبيرة من المسلمين بالنسبة إلى الأمويين ودولتهم ، ونقدِّر أن هذا التغيّر جعل هذه الجماعات مؤهَّلة لاتخاذ مواقف سلبية عملية ضدّ النظام الأموي بعد أن تغير موقفها منه » (١).
صفوة القول حققت ملحمة عاشوراء جملة من النتائج القيمة ، يمكن حصرها بالنقاط التالية :
١ ـ إنهاء الهيمنة الفكرية لبني اُميّة على أذهان الناس.
٢ ـ شعور المجتمع بالذنب والتقصير لعدم مناصرة الحقّ وأداء التكليف.
٣ ـ هدم مشاعر الخوف والهلع من النهوض ومقارعة الظلم.
٤ ـ إيقاظ روح المقاومة لدى الناس ، فقد أوجدت نهجا تحرريا ظل على مدى التاريخ يؤرق عيون الجبابرة والمتكبرين ويقضّ مضاجعهم ، وقدم الحسين عليهالسلام درسا في الحريّة والمروءة حتّى لغير المسلمين.
يقول نيكلسون ، المستشرق المعروف : « كان بنو اُميّة طغاة مستبدين ، تجاهلوا أحكام الاسلام واستهانوا بالمسلمين ، ولو درسنا التاريخ لوجدنا أن الدين قام ضد الطغيان والتسلّط ، وأن الدولة الدينية قد واجهت النظم الامبراطورية. وعلى هذا فالتاريخ يقضي بالانصاف في أن دم الحسين عليهالسلام في
__________________
(١) انظر : ثورة الحسين في الوجدان الشعبي : ٢٤.