فقطعة ارتفعت في السماء ، وقطعة غاصت تحت الأرض ، وقطعة تفتت فهذا الذر من ذلك الغبار ، غبار الجبل .
ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٦
عن أبي بصير عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام قال : لما سأل موسى ربه تبارك وتعالى : قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ، قال : فلما صعد موسى على الجبل فتحت أبواب السماء وأقبلت الملائكة أفواجاً في أيديهم العمد وفي رأسها النور ، يمرون به فوجاً بعد فوج يقولون : يا بن عمران أثبت فقد سألت عظيماً ، قال : فلم يزل موسى واقفاً حتى تجلى ربنا جل جلاله ، فجعل الجبل دكاً وخر موسى صعقاً ، فلما أن رد الله إليه روحه أفاق قال : سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين .
قال ابن أبي عمير : وحدثني عدة من أصحابنا أن النار أحاطت به ، حتى لا يهرب من هول ما رأى .
ـ وقال الشريف المرتضى في أماليه ج ٤ ص ١٢٥
فإن قيل : كيف يجوز منه عليه الصلاة والسلام مع علمه باستحالة الرؤية عليه تعالى أن يسأل فيها لقومه ، ولئن جاز ذلك ليجوزن أن يسأل لقومه سائر ما يستحيل عليه تعالى من كونه جسماً وما أشبهه متى شكوا فيه .
قلنا : إنما صح ما ذكرناه في الرؤية ولم يصح فيما سألت عنه لأنه مع الشك في جواز الرؤية التي لا يقتضي كونه جسماً يمكن معرفة السمع وأنه تعالى حكيم صادق في إخباره ، فيصح أن يعرفوا بالجواب الوارد من جهته تعالى استحالة ما شكوا في صحته وجوازه ، ومع الشك في كونه جسماً لا يصح معرفة السمع فلا يقع بجوابه انتفاع ولا علم . .
وقد قال بعض من تكلم في
هذه الآية قد كان جائزاً أن يسأل موسى عليهالسلام لقومه ما يعلم استحالته وإن كانت دلالة السمع لا تثبت قبل معرفته متى كان المعلوم أن في