الموجبة لفسخ العقد ، لابدّ من التركيز علىٰ سلامتها العقلية حتىٰ لا تكون مجنونة أو حمقاء تسيء التصرف ولا تضع الشيء مواضعه ، ومن أجل ذلك قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم محذراً الشباب من العواقب الاجتماعية والتربوية الوخيمة : « إيّاكم وتزوّج الحمقاء ، فإنَّ صحبتها ضياع ، وولدها ضياع » (١).
وينبغي الإشارة هنا إلىٰ أن الإسلام (يجوّز ـ للرجل ـ أن ينظر إلىٰ وجه امرأة يريد نكاحها ، وإن لم يستأذنها ، ويختص الجواز بوجهها وكفيها. وله أن يكرر النظر إليها ، وأن ينظرها قائمة وماشية. وروي : جواز النظر إلىٰ شعرها ومحاسنها وجسدها من فوق الثياب) (٢).
ومن يستقرئ النصوص الواردة في هذا الخصوص ، يجد أنها تزوّد الشاب برؤية كاملة عن المواصفات الجسمية المطلوبة ، ومن خلال قراءتنا الفاحصة يمكن تصنيفها إلىٰ الفقرات التالية :
أولاً ـ مواصفات جسمية عامة : تتناول اللّون والقامة والسِّن وغيرها ، منها ما ورد في قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا تتزوجنَّ شهبرة ولا لهبرة ولا نهبرة ولا هيدرة ولا لفوتاً » (٣).
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام : « تزوّج عيناء سمراء عجزاء مربوعة ، فإن كرهتها
________________
١) نوادر الراوندي : ١٣ ، وبحار الأنوار ١٠٣ : ٢٣٧.
٢) شرائع الإسلام ٢ : ٤٩٥ كتاب النكاح ـ مسائل النظر إلىٰ الاجنبية.
٣) معاني الأخبار : ٣١٨ دار المعرفة ـ بيروت ١٩٧٩ م ، والشهبرة : الزرقاء البذيّة ، واللهبرة : الطّويلة المهزولة ، والنّهبرة : القصيرة الذّميمة ، والهيدرة : العجوز المدبرة ، واللفوت : ذات الولد من غيرك.