ابنته ، وطلب إلىٰ موسىٰ أن يخدمه فيرعىٰ غنمه ثماني سنوات لقاء أن يزوجه بإحداهما.. فقبل موسىٰ طلب شعيب عليهالسلام) (١).
فهذه سابقة قرآنية تجعل من ابنة شعيب عليهالسلام قدوة حسنة لكلِّ امرأة تبحث عن الزوج المثالي.
وروي عن الحسين بن بشار قال : كتبت إلىٰ أبي جعفر عليهالسلام في رجل خطب إليَّ فكتب : « من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته ، كائناً من كان فزوجوه ، ( إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ) » (٢).
وكان آل البيت عليهمالسلام يمارسون مع أولياء أمور النساء حواراً إقناعياً ، يستند إلىٰ القرآن ، أو إلىٰ المعطيات الواقعية ، ولا يكتفون بإسداء النصائح المجرّدة ، ومن الشواهد الدالة علىٰ هذا التوجه : (جاء رجل إلىٰ الإمام الحسن عليهالسلام يستشيره في تزويج ابنته ، فقال : « زوّجها من رجل تقي ، فإنّه إن أحبّها أكرمها ، وإن أبغضها لم يظلمها » (٩).
ولاشكّ أن هذه النصائح إذا دُعمت بالمعطيات وعزّزت بالحقائق والشواهد ، فسوف ترسخ قناعة الآباء بها ، ويأخذونها علىٰ محمل الجد ويتصرفون في ضوئها.
وفي موقف آخر أسدىٰ الإمام الرّضا عليهالسلام نصيحته المخلصة إلىٰ ولي أمر إحدىٰ الفتيات مدعمة بالدليل القرآني ، ليزيل غشاوة الشك من قلبه ، قال له : « إذا خطب إليك رجل رضيت دينه وخلقه فزوّجه ، ولا يمنعك فقره وفاقته ، قال
________________
١) مع الأنبياء في القرآن / عفيف عبد الفتاح طبّارة : ٢٢٤ دار العلم للملايين ط ١٦.
٢) من لا يحضره الفقيه ٣ : ٢٤٨ كتاب النكاح ـ باب الاكفاء.
٣) مكارم الأخلاق : ٢٠٤.