بِمَا شَقِيتَ ، وَإِمَّا رَجُلٍ يَعْمَلُ فِيهِ بِمَعْصِيَةِ اللهِ فَشَقِيَ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ ، وَلَيْسَ مِنْ هَذَيْنِ أَحَدٌ [ بِأَهْلٍ ] بِأَنْ تُؤْثِرَهُ عَلَى نَفْسِكَ وَلَا تُبَرِّدْ لَهُ عَلَى ظَهْرِكَ.
وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَّ اجْمَعْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله فِي بَرْدِ الْعَيْشِ ».
أي في طيب العيش. وبَرَّدْتُ الشيءَ تَبْرِيداً ، ولا يقال أَبْرَدْتُهُ إلَّا في لغة ردية قاله الجوهري. و « البُرْدُ » بالضم فالسكون : ثوب مخطط ، وقد يقال لغير المخطط أيضا ، وجمعه بُرُودٌ وأَبْرَادٌ ، ومنه الْحَدِيثُ « الْكَفَنُ يَكُونُ بُرْداً ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ بُرْداً فَاجْعَلْهُ كُلَّهُ قُطْناً » (١).
والبُرْدَةُ : كساء أسود مربع فيه صغر يكتسيه الأعراب. و « أبو بُرْدَةَ » من كنى الرجال ، ومنه أبو بُرْدَةَ بن قيس الأشعري أخو موسى الأشعري اسمه عامر بن قيس بن سليم. و « بُرْدَةُ » اسم أحد الأوصياء الذي انتقلت منه الوصية إلى محمد صلى الله عليه وآله. وبُرَيْدٌ مصغرا : اسم رجل. و « البَرِيدُ » بالفتح على فعيل أربعة فراسخ اثنا عشر ميلا ، وروي فرسخين ستة أميال ، والمشهور الذي عليه العمل خلافه.
وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام « الْبَرِيدُ مَا بَيْنَ ظِلِّ عَيْرٍ إِلَى فَيْءِ وُعَيْرٍ ذَرَعَتْهُ بَنُو أُمَيَّةَ ثُمَّ جَزَّءُوهُ اثْنَىْ عَشَرَ مِيلاً فَكَانَ كُلُّ مِيلٍ أَلْفاً وَخَمْسَمِائَةِ ذِرَاعٍ وَهُوَ أَرْبَعَةُ فَرَاسِخَ ».
وَفِي الْحَدِيثِ « حَرَمُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله مِنَ الْمَدِينَةِ بَرِيدٌ فِي بَرِيدٍ » (٢).
ومثله « الْحَرَمُ بَرِيدٌ فِي بَرِيدٍ ».
وحينئذ فيكون طول الحرم أربعة فراسخ وعرضه كذلك ، وهو من جانب مكة الشرقي أكثر من الغربي ، لأن إشراق نور الحجر كان أكثر إلى جانب المشرق. والبَرِيدُ : الرسول ، ومِنْهُ « الْحُمَّى بَرِيدُ الْمَوْتِ ».
وفي الفائق وغيره : البَرِيدُ في الأصل
__________________
(١) الكافي ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٤٩.
(٢) من لا يحضر ج ٢ صلى الله عليه وآله ٣٣٦.