بِمَوْلُودٍ ، وإنما المراد أنه يلزم من فرض صحة كونه والدا صحة كونه مولودا ، لأنه لو صح أن يكون والدا على التفسير المفهوم من الوالدية ، وهو أن يتصور من بعض أجزائه حي آخر من نوعه على سبيل الاستحالة لذلك الجزء ، كما نقله في النطفة المنفصلة من الإنسان المستحيلة إلى صورة الأخرى حتى يكون منها بشر آخر من نوع الأول ليصح عليه أن يكون هو مولودا من والد آخر قبله ، وذلك لأن الأجسام متماثلة في الجسمية ، وقد ثبت ذلك بدليل عقلي واضح في مواضعه التي هي الملك به ، وكل مثلين فإن أحدهما يصح على الآخر ، فلو صح كونه والدا لصح كونه مولودا.
وَفِي الْحَدِيثِ « مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُلِدَ عَلَى الْفِطْرَةِ ».
ضبط بضم تحتية وكسر لام بإبدال الواو ياء ، ورُوِيَ « يُولَدُ ».
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِيهِ « مَنْ فَعَلَ كَذَا كَانَ لَهُ مِثْلُ مَنْ أَعْتَقَ كَذَا مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ ».
ومعناه أن الله فضلهم على ولد إسحاق ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة وبني هاشم من ولد إسماعيل واليهود من ولد إسحاق ، وقد مر في رقب معنى عتقهم.
وَفِي حَدِيثِ الْغَنِيمَةِ « لَمْ أَجِدْ لِوُلْدِ إِسْمَاعِيلَ عَلَى وُلْدِ إِسْحَاقَ فَضْلاً فِي كِتَابِ اللهِ ».
معناه أن ولد إسحاق من اليهود إذا كانوا مسلمين سواء في الغنائم وشبهها بمقتضى كلام الله ، فثبتت المساواة بين غيرهما من باب الأولوية.
وَفِي حَدِيثِ وَصْفِهِ تَعَالَى « ( لَمْ يَلِدْ ) فَيَكُونَ فِي الْعِزِّ مُشَارَكاً ( وَلَمْ يُولَدْ ) فَيَكُونَ مَوْرُوثاً هَالِكاً ».
كذا في القاموس.
وَفِي النَّهْجِ « ( لَمْ يُولَدْ ) فَيَكُونَ فِي الْعِزِّ مُشَارَكاً و ( لَمْ يَلِدْ ) فَيَكُونَ مَوْرُوثاً هَالِكاً » (١).
قال بعض الأفاضل : وهو أنسب من حيث المعنى.
( وهد )
فِي الْحَدِيثِ « فَإِنِ اغْتَسَلَ الرَّجُلُ فِي وَهْدَةٍ وَخَشِيَ أَنْ يَرْجِعَ مَا يَنْصَبُّ عَنْهُ إِلَى الْمَاءِ أَخَذَ كَفّاً وَصَبَّهُ أَمَامَهُ وَكَفّاً عَنْ
__________________
(١) نهج البلاغة ج ٢ صلى الله عليه وآله ١٢٥.