بِالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَةِ ».
وقيل السَّنْدَرَة اسم رجل وامرأة كان يكيل كيلا وافيا. والسُّدَّرُ كقُبَّر : لعبة للصبيان ، ومنه الْحَدِيثُ « سَأَلْتُهُ عَنْ أَشْيَاءَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى السُّدَّرِ ».
( سرر )
قوله تعالى : ( فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ ) [ ٨٨ / ١٣ ]
قَالَ الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَلْوَاحُهَا مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةً بِالزَّبَرْجَدِ وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مُرْتَفِعَةً مَا لَمْ يَجِئْ أَهْلُهَا ، فَإِذَا أَرَادَ صَاحِبُهَا الْجُلُوسَ عَلَيْهَا تَوَاضَعَتْ لَهُ حَتَّى يَجْلِسَ عَلَيْهَا ثُمَّ تَرْفَعُ إِلَى مَوْضِعِهَا.
و « السُّرُرُ » جمع سَرِير ، وهو مجلس السرور ، وقيل إنما رفعت ليرى المؤمنون بجلوسهم عليها جميع ما حولهم من الملك ـ انتهى. وكل صفة جمع موصوف لا يعقل صح جمعه وإفراده ، كقوله تعالى : ( سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ). ومن ذلك فِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي ».
ولو لا ذلك لوجب أن يقول اللاتي. قوله : ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ ) [ ٨٦ / ٩ ] أي تختبر ، والسَّرَائِر : ما أسر في القلوب والعقائد والنيات وغيرها وما خفي من الأعمال. قال الشيخ أبو علي : السَّرَائِر أعمال بني آدم والفرائض التي أوجبت عليه ، وهي سرائر في العبد تختبر تلك السرائر يوم القيامة حتى يظهر خيرها وشرها.
وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله مَا هَذِهِ السَّرَائِرُ الَّتِي تُبْلَى بِهَا الْعِبَادُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ : سَرَائِرُكُمْ هِيَ أَعْمَالُكُمْ مِنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ وَكُلِّ مَفْرُوضٍ لِأَنَّ الْأَعْمَالَ كُلَّهَا سَرَائِرُ خَفِيَّةٌ ، فَإِنْ شَاءَ قَالَ صَلَّيْتُ وَلَمْ يُصَلِّ وَإِنْ شَاءَ قَالَ تَوَضَّأْتُ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ ) (١).
قوله : ( يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى ) [ ٢٠ / ٧ ] السِّرُّ ما أكمنته في نفسك ، و
__________________
(١) مجمع البيان ج ٥ صلى الله عليه وآله ٤٧٢.