واسمه قُزَح ، ويسمى جُمَعاً والمُزْدَلِفَة والمَشْعَر الحرام ، لأنه معلم العبادة ووصف بالحرام لحرمته ، أو لأنه من الحرم وميمه مفتوحة على المشهور وبعضهم يكسرها على التشبيه باسم الآلة. وحد المَشْعَر الحرام ما بين المأزمين إلى الحياض إلى وادي محسر. ويسمى كل موضع للمنسك مَشْعَراً لأنه موضع لعبادته تعالى. ومنه الْحَدِيثُ « بِتَشْعِيرِهِ الْمَشَاعِرَ عُرِفَ أَنَّهُ لَا مَشْعَرَ لَهُ » (١).
ومِثْلُهُ « لَا تَشْمُلُهُ الْمَشَاعِرُ » (٢).
وشَوَاعِرُ الإنسان ومَشَاعِرُهُ : حواسه ومنه قَوْلُهُ « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ لِي شَوَاعِرَ أُدْرِكُ مَا ابْتَغَيْتُ بِهَا ».
وفِي الْحَدِيثِ إِشْعَارُ الْبُدْنِ وَإِشْعَارُ الْهَدْيِ.
وهو أن يقلد بنعل وغير ذلك ويجلل ويطعن في شق سنامه الأيمن بحديدة حتى يدميه ليعرف بذلك أنه هدي ، والإِشْعَارُ والتقليد بمنزلة التلبية للمحرم ، ومَنْ أَشْعَرَ بَدَنَةً فَقَدْ أَحْرَمَ وإن لم يتكلم بقليل ولا كثير.
وَفِي الدُّعَاءِ « وَاجْعَلِ الْعَافِيَةَ شِعَارِي ».
أي مخالطة لجميع أعضائي غير مفارقة لها من قولهم جعل الشيء شِعَارَهُ ودِثَارَهُ إذا خالطه ومارسه وزاوله كثيرا ، والمراد المداومة عليه ظاهرا وباطنا. ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام لِأَهْلِ الْكُوفَةِ « أَنْتُمُ الشِّعَارُ دُونَ الدِّثَارِ ».
والشِّعَارُ بالكسر ما تحت الدِّثَار من اللباس ، وهو ما يلي شعر الجسد ، وقد يفتح والمعنى أنتم الخاصة دون العامة. ومنه حَدِيثُ أَوْلِيَاءِ اللهِ « اتَّخَذُوا الْقُرْآنَ شِعَاراً » (٣).
أي اتخذوه لكثرة ملازمته بالقراءة بمنزلة الشعار
« وَاتَّخَذُوا الدُّعَاءَ دِثَاراً » (٤).
أي سلاحا يقي البدن كالدثار.
وَفِي الْحَدِيثِ « الْفَقْرُ شِعَارُ الصَّالِحِينَ ».
أي علامتهم.
__________________
(١) نهج البلاغة ج ٢ صلى الله عليه وآله ١٤٣.
(٢) في نهج البلاغة ج ٢ صلى الله عليه وآله ٥٣ « لا تستلمه المشاعر ».
(٣) نهج البلاغة ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٧٤.
(٤) هذا من بقية الحديث السابق.