إلى قوله ( سَوْطَ عَذابٍ ). قوله : يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً [ ٧٦ / ٦ ] أي يحبرونها حيث شاءوا في منازلهم تفجيرا سهلا لا يمتنع عليهم. قوله : ( وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ ) [ ٨٢ / ٣ ] أي بعضها إلى بعض ، أو الملح في العذب. قوله : ( لِيَفْجُرَ أَمامَهُ ) [ ٧٥ / ٥ ] أي ليدوم على فجوره فيما يأتي من الزمان ، ويقول : سوف أتوب وسوف أعمل صالحا. وقيل يتمنى الخطيئة ويقول سوف أتوب. وقوله : ( وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً ) [ ٧١ / ٢٧ ] أي مائلا عن الحق ، يقال فَجَرَ العبدُ فُجُوراً من باب قعد : زنى. وفَجَرَ الحالفُ فُجُوراً كذب ومال عن الصدق. ومنه الدُّعَاءُ « لَا تَجْعَلْ لِفَاجِرٍ عَلَيَّ يَداً وَلَا مِنَّةً ».
قوله : ( فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً ) [ ٢ / ٦٠ ] أي انشقت ، وبه سمي الفَجْرُ لانشقاق الظلمة عن الضياء ، وأصله المفارقة. ومنه « تَفْجِير الأنهار » وهو مفارقة أحد الجانبين الآخر.
وَفِي الْحَدِيثِ « إِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ».
لَعَلَّهُ يحمل الفجور هنا على البذاء والفحش في القول والبهت عند الخصومة ، وقِيلَ : « لَا تَحْمِلُوا الْفُرُوجَ عَلَى السُّرُوجِ فَتُهَيِّجُوهُنَ لِلْفُجُورِ ».
يريد بذلك النساء. وفِيهِ « التَّاجِرُ فَاجِرٌ مَا لَمْ يَتَفَقَّهْ ».
وذلك أن التاجر قلما يسلم فيما هو بصدده من الكذب والحلف ، فيقول اشتريته بكذا ولا أبيعه بأقل من كذا وأعطيت به كذا فيحلف ، وربما يحلف على الأمر غير محتاط فيه ويبالغ في البيع والشراء بالرفع والحط حتى يفضي به إلى الكذب. والفَاجِرُ : هو المنبعث بالمعاصي والمحارم.
( فخر )
قوله تعالى : ( مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ ) [ ٥٥ / ١٤ ] الفَخَّارُ بالفتح والتشديد : طين قد فَخَرَتْهُ النارُ ، فإذا افْتَخَرَ فهو خزف وصلصال. قوله : ( لَفَرِحٌ فَخُورٌ ) [ ١١ / ١٠ ]