يليق به الكِبْر ، وهو عبد مملوك ( لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ ).
وَفِي الْحَدِيثِ « لَمْ يَزَلْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ وُلَاةَ الْبَيْتِ يُقِيمُونَ لِلنَّاسِ حَجَّتَهُمْ وَأَمْرَ دِينِهِمْ يَتَوَارَثُونَهُ كَابِراً عَنْ كَابِرٍ حَتَّى كَانَ زَمَانُ عَدْنَانَ ».
ومثله فِي حَدِيثِ الْأَقْرَعِ وَالْأَبْرَصِ « وَرِثْتُهُ كَابِراً عَنْ كَابِرٍ ».
أي عن آبائي كبيرا عن كبير في العز والشرف. و « الجَمْرَةُ الكُبْرَى » هي جمرة العقبة آخر الجمرات الثلاث بالنسبة إلى المتوجه من منى إلى مكة. والكَبَرُ بفتحتين : الطبل له وجه واحد وجمعه كِبَار مثل جبل وجبال فارسي معرب قال في المصباح : وقد يجمع على أَكْبَار مثل سبب وأسباب ، ولهذا قال الفقهاء لا يجوز أن يمد التَّكْبِير في التحريم لئلا يخرج عن موضع تكبير إلى لفظ الإكبار التي هي جمع كبر الطبل. و « الكِبْرِيتُ » معروف ، والأحمر منه عزيز الوجود ، ومنه الْحَدِيثُ « الْمُؤْمِنُ أَعَزُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ ».
وهو مثل قولهم « أعز من بيض الأنوق ».
( كثر )
قوله تعالى : ( وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ ) [ ٧ / ٨٦ ] أي كثر عددكم.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ نَقْلاً عَنْهُ : وَذَلِكَ أَنَّ مَدْيَنَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ تَزَوَّجَ بِنْتَ لُوطٍ ، فَوَلَدَتْ حَتَّى كَثُرَ أَوْلَادُهَا.
قوله : ( إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ) [ ١٠٨ / ١ ] اختلف الناس في معنى الكَوْثَر
فَقِيلَ هُوَ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَأَشَدُّ اسْتِقَامَةً مِنَ الْقِدْحِ ، حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ ، تَرِدُهُ طُيُورٌ خُضْرٌ لَهَا أَعْنَاقٌ كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ.
وقيل كثرة النسل والذرية وقد ظهر ذلك في نسله من ولد فاطمة عليه السلام ، إذ لا ينحصر عددهم ويتصل بحمد الله إلى آخر الدهر مددهم. وقيل هو حوض النبي صلى الله عليه وآله يكثر الناس عليه يوم القيامة.
وَالْمَرْوِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام « أَنَّهُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ أَعْطَاهُ اللهُ نَبِيَّهُ عِوَضاً عَنِ ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ » (١).
__________________
(١) البرهان ج ٤ صلى الله عليه وآله ٥١٤.