من التابعين قتله الحجاج (١). و « أبو عُبَيْدَةَ » اسمه معمر بن المثنى البصري النحوي العلامة (٢)، كان يعرف أنواعا من العلوم ، وكان مع معرفته بالشعر يكسر الشعر إذا أنشده ويلحق إذا قرأ القرآن وكان رأى رأي الخوارج ، وكان لا يقبل أحد من الحكام شهادته لأنه كان يتهم بالميل إلى الغلمان. قال الأصمعي : دخلت أنا وأبو عبيدة إلى المسجد وإذا على الأسطوانة التي يجلس عليها أبو عبيدة مكتوب :
صلى الإله على لوط وشيعته |
|
أبو عبيدة قل بالله آمينا (٣) |
وعَبْدُ الله بن عمر قتله الحجاج بمكة (٤) ، وله قصة مع يزيد لعنه الله تدل على سوء حاله. وعَبْدُ مناف كان له أربع بنين هاشم والمطلب وعَبْدُ شمسٍ ونوفل ، فأولاد المطلب مع أولاد هاشم كشيء واحد لم يفارق أحدهما الآخر في جاهلية ولا إسلام ، وأولاد عبد شمس ونوفل كانوا مخالفين. والعَبْدُ القِنُ : الذي ملك هو وأبوه
__________________
(١) هو قيس بن عباد بن قيس بن ثعلبة البكري اليشكري شيعي متأله. خرج مع ابن الأشعث فقتله الحجاج ـ انظر منتهى المقال صلى الله عليه وآله ٢٤٧.
(٢) في مروج الذهب ج ٣ صلى الله عليه وآله ٤٤٩ : وفي سنة ٢١١ مات أبو عبيدة معمر بن المثنى بالبصرة ، وكان يرى رأي الخوارج ، وبلغ نحوا من مائة سنة ، ولم يحضر جنازته أحد من الناس حتى اكتري لها من يحملها.
(٣) هذه القصة مذكورة بتفصيل أكثر في مروج الذهب ج ٣ صلى الله عليه وآله ٤٤٩.
(٤) مات عبد الله بن عمر بمكة سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابن الزبير بثلاثة أشهر أو نحوها ، وقيل لستة أشهر ، وكان الحجاج قد أمر رجلا فسم زج رمح وزحمه في الطريق ووضع الزج في ظهر قدمه ، وذلك أن الحجاج خطب يوما وأخر الصلاة فقال ابن عمر إن الشمس لا تنتظرك فقال الحجاج : لقد هممت أن أضرب الذي فيه عيناك. قال : إن تفعل فإنك سفيه مسلط. ـ انظر الاستيعاب ج ٢ صلى الله عليه وآله ٩٥٢.