سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم
[ قال أبو جعفر ] أحمد بن محمد بن اسماعيل الصفار النحوي لم نجد في هذه السورة بعد تقصّ شديد مما ذكروه في الناسخ والمنسوخ الا ثلاث آيات ولو لا محبتنا أن يكون الكتاب مشتملا على كل ما ذكر منها لكان القول فيها أنها ليست بناسخة ولا منسوخة ونحن نبين ذلك إن شاء الله تعالى.
باب
ذكر الآية الأولى من هذه السورة
قال الله تعالى ( قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً ) (١) .. فزعم بعض الناس أن هذا منسوخ وذلك أنها شريعة فذكرها الله تعالى فكان لنا أن نستعملها ما لم تنسخ ثم إنها نسخت على لسان رسول الله صلىاللهعليهوسلم كما قرئ على .. أحمد بن حماد عن سعيد بن أبي مريم قال أنبأنا عبد العزيز الدراوردي قال أنبأنا حزام بن عثمان عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر بن عبد الله عن أبيهما .. قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : « لا صمت يوما إلى الليل » قال فنسخ إباحة الصمت .. وقد قال تعالى إخبارا عن مريم ( فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ) (٢) ليس في هذا ناسخ ولا منسوخ لأن الحديث عن النبي صلىاللهعليهوسلم لا صمت يوما أنه لا يحل لأحد أن يصمت يوما إلى الليل فلا يذكر الله عز وجل ولا يسبح .. وهذا محظور في كل شريعة والدليل على هذا أن بعد قوله ( أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً ) الأمر بالتسبيح عشيا وبكرا .. وزعم بعض أهل العلم أن الآية الثانية منسوخة .. وقال بعضهم هي محكمة.
باب
ذكر الآية الثانية
قال الله تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ ) (٣) .. فمن أجل ما روي في تفسيرها وأوضحه ما حدثناه .. علي بن الحسين قال حدثنا الحسين بن محمد قال حدثنا
__________________
(١) سورة : آل عمران ، الآية : ٤١
(٢) سورة : مريم ، الآية : ٢٦
(٣) سورة : آل عمران ، الآية : ١٠٢