فأرسل عليهالسلام إلى الرجل فرغّبه حتّى باعه الغنم والعبد فأعتقه ووهب له الغنم مكافأة عمّا صنع بأخيه ، وقال : إنّ الّذي بات عندك أخي وقد كافيتك بفعلك به. (١)
وروى الحسن البصري : قال : كان الحسين سيداً ، زاهداً ، ورعاً ، صالحاً ، ناصحاً ، حسن الخلق ، فذهب ذات يوم مع أصحابه إلى بستان له وكان في ذلك البستان غلام له يقال له صافي ، فلمّا قرب من البستان رأى الغلام قاعداً يأكل خبزاً ، فنظر الحسين إليه وجلس مستتراً ببعض النخل ، فكان الغلام يرفع الرغيف فيرمي بنصفه إلى اكلب ويأكل نصفه ، فتعجب الحسين عليهالسلام من فعل الغلام ، فلمّا فرغ من الأكل قال : الحمد لله ربّ العالمين. اللّهمّ اغفر لي ولسيدي وبارك له كما باركت على أبويه برحمتك يا أرحم الراحمين.
فقام الحسين عليهالسلام وقال : يا صافي ، فقام الغلام فزعاً ، فقال : يا سيّدي وسيد المؤمنين إلى يوم القيامة ، إنّي ما رأيتك فاعف عني.
فقال الحسين عليهالسلام : اجعلني في حلّ يا صافي لأني دخلت بستانك بغير إذنك.
فقال صافي : يا سيّدي بفضلك وكرمك وسؤددك تقول هذا.
فقال الحسين عليهالسلام : إنّي رأيتك ترمي بنصف الرغيف إلى الكلب وتأكل نصفه ، فما معنى ذلك؟
فقال الغلام : إن [ هذا ] (٢) الكلب ينظر إليّ حين أكلي ، فإنّي أستحي منه يا
__________________
١ ـ مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي : ١/١٥٣.
٢ ـ من المقتل.