والنبي صلىاللهعليهوآله يقول : اللّهمّ اخذل من خذله ، واقتل من قتله ، ولا تمتعه بما طلبه.
قال المسور بن مخرمة : ولقد أتى النبيّ صلىاللهعليهوآله ملك من ملائكة الصفيح الأعلى لم ينزل إلى الأرض منذ خلق الله الدنيا ، وإنّما استأذن ذلك الملك ربّه ونزل شوقاً منه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فلمّا نزل إلى الأرض أوحى الله سبحانه إليه أن اخبر محمّداً بأن رجلاً من اُمته يقال له يزيد لعنه الله تعالى يقتل فرخه الطاهر ابن الطاهرة نظيرة البتول مريم.
قال : فقال الملك : إلهي وسيّدي ، لقد نزلت من السماء وأنا مسرور بنزولي إلى نبيّك محمد ، فكيف أخبره بهذا الخبر؟! ليتني لم أنزل عليه ، فنودي الملك من فوق رأسه : أن امض لما اُمرت ، فجاء وقد نشر أجنحته [ حتّى وقف ] (١) بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : السلام عليك يا حبيب الله ، إنّي استأذنت ربّي في النزول إليك فأذن لي ، فليت ربّي دق جناحي ولم آتك بهذا الخبر ، ولكنّي مأمور ، يا نبيّ الله ، اعلم أن رجلاً من اُمتك يقال له يزيد زاده الله عذاباً ، يقتل فرخك الطاهر ابن فرختك الطاهرة نظيرة البتول مريم ، ولم يتمتع بعد ولدك ، وسيأخذه الله معاوضة على أسوء عمله ، فيكون من أصحاب النار.
قال : فلمّا أتى على الحسين سنتان كاملتان خرج النبيّ صلىاللهعليهوآله في سفر ، فلمّا كان (٢) ببعض الطريق وقف واسترجع ودمعت عيناه ، فسئل عن ذلك ، فقال : هذا جبرائيل يخبرني عن أرض بشاطىء الفرات يقال لها
__________________
١ ـ من المقتل.
٢ ـ صار ـ خ ل ـ.