قال : فقال الحسين عليهالسلام : يا أخي ، والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية ، فقد قال جدّي صلىاللهعليهوآله : اللّهمّ لا تبارك في يزيد.
قال سيّدنا ومولانا علم العترة الطاهرة ، ومصباح الاسرة الفاخرة ، السيد عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس رضياللهعنه وأرضاه في كتابه الّذي ذكر فيه ما تمّ على الامام السعيد أبي عبد الله الحسين عليهالسلام : ولعلّ [ بعض ] (١) من لا يعرف حقائق شرف السعادة بالشهادة معتقداً (٢) أنّ الله سبحانه لا يتعبّد بمثل هذا الحال (٣) ، أمّا سمع في القرآن الصادق المقال أنّه سبحانه تعبّد قوماً بقتل أنفسهم ، فقال تعالى : ( فَتُوبُوا إلَى بَارِئِكُم فَاقتُلُوا أنفُسَكُم ذلِكُم خَيرٌ لَكُم عِندَ بَارِئِكُم ) (٤)؟
ولعله يعتقد [ أن معنى ] (٥) قوله سبحانه : ( وَلَا تُلقُوا بِأَيدِيكُم إلَى التََّهلُكَةِ ) (٦) أنّه هو القتل ، وليس الأمر كذلك ، وإنّما التعبد به من أعظم (٧) درجات السعادة والفضل.
وقد ذكر صاحب المقتل المرويّ عن الصادق عليهالسلام في تفسير هذه الآية ما يليق بالعقل :
فروى عن أسلم قال : غزونا نهاوند ـ أو قال غيرها ـ فاصطففنا والعدوّ
__________________
١ و ٥ ـ من الملهوف.
٢ ـ في الملهوف : يعتقد.
٣ ـ في الملهوف : هذه الحالة.
٤ ـ سورة البقرة : ٥٤.
٦ ـ سورة البقرة : ١٩٥.
٧ ـ في الملهوف : أبلغ.