بَعضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (١).
في كتاب العقد لابن عبد ربّه الأندلسي وكتاب المدائني أيضاً : قال عمروبن العاص لمعاوية : لو أمرت الحسن بن عليّ أن يخطب على المنبر ، فلعله يحصر فيكون ذلك وضعاً من قدره عند الناس ، فأمر الحسن بذلك.
فلمّا صعد المنبر تكلّم فأحسن ، ثمّ قال : أيّها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، أنا ابن أوّل المسلمين إسلاماً ، وأمي فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أنا ابن البشير النذير ، أنا ابن السراج المنير ، أنا ابن من بعث رحمة للعالمين.
وعن ابن عبد ربّه أيضاً : أنّه قال : لو طلبتم ابناً لنبيّكم ما بين لابتيها (٢) لم تجدوا غيري وغير أخي.
فناداه معاوية : يا أبا محمد ، حدثنا بنعت الرطب ـ وأراد بذلك أن يخجله ويقطع عليه كلامه ـ ، فقال : نعم تلقحه الشمال ، وتخرجه الجنوب ، وتنضجه الشمس ، ويطيبه (٣) القمر.
وفي رواية المدائني : الريح تنضجه (٤) ، والليل يبرّده ويطيّبه.
وفي رواية المدائني قال : فقال عمرو : انعت لنا الخرأة.
قال : نعم ، تبعد الممشى في الأرض الصحصح (٥) حتّى تتوارى من القوم ،
____________
١ ـ سورة آل عمران : ٣٤.
٢ ـ أيّ ما أحاطت به الحرتان من المدينة.
٣ ـ كذا في المناقب ، وفي الأصل : ويصنعه.
٤ ـ في المناقب : تنفخه.
٥ ـ كذا في المناقب ، وفي الأصل : الصحيح. والصحصح : ما استوى من الأرض وكان