وفي رواية : أنّه تصدّق ثلاث مرات يقاسم ربّه ماله حتّى إنّه كان ليعطي نعلاً ويمسك نعلاً ، ويعطي خفّاً ويمسك خفّاً.
وكان يمشي في طريق مكّة ، وإن النجائب لتقاد معه. (١)
روي أنّه دخلت على الحسن عليهالسلام امرأة جميلة وهو في صلاته فأوجز في صلاته ، ثمّ قال لها : ألك حاجة؟
قالت : نعم.
قال : وما هي؟
قالت : قم فأصب منّي فإنّي وفدت ولا بعل لي.
قال : إليك عنّي لا تحرقيني بالنار ونفسك ، فجعلت تراوده عن نفسه وهو يبكي ويقول : ويحك إليك عنّي ، واشتدّ بكاؤه ، فلمّا رأت ذلك بكت لبكائه ، فدخل الحسين عليهالسلام ورآهما يبكيان ، فجلس يبكي ، وجعل أصحابه يأتون ويجلسون ويبكون حتّى كثر البكاء وعلت الأصوات ، فخرجت الأعرابية ، وقام القوم ، ولبث الحسين عليهالسلام بعد ذلك وهو لا يسأل الحسن عن ذلك إجلالاً له ، فبينا الحسن عليهالسلام ذات يوم (٢) نائماً إذ استيقظ وهو يبكي ، فقال الحسين عليهالسلام : ما شأنك ، يا أخي؟
قال : رؤيا رأيتها.
قال : وما هي؟
قال : لا تخبر أحداً ما دمت حياً.
__________________
١ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٤/١٤ ، عنه البحار : ٤٣/٣٣٩ ح ١٣.
٢ ـ في المناقب : ليلة.