بن عقيل ، وقال له : غداً يأتيني هذا الفاسق عائداً ، وإنّي اُشاغله بالكلام فاخرج عليه واقتله ، واجلس في قصر الامارة ، وإن أنا عشت فسأكفيك أمر البصرة ، ثمّ جاء ابن زياد حين أصبح عائداً شريك فجعل يسأله ، فهمَّ مسلم بن عقيل أن يخرج عليه فيقتله ، فمنعه هانىء عن الخروج ، وقال : في داري نسوة وصبية وإنّي لا آمن الحدثان ، وجعل شريك يقول :
ما الإنتظار بسلمى أن تحيّيها |
|
حي سليمى وحي من يحيّيها |
هل شربة عندها اسقى على ظمأ |
|
وإن تلفت وكانت منيتي فيها (١) |
فقال ابن زياد : ما يقول الشيخ؟
فقيل : إنّه مُبَرْسَمٌ (٢) ، فوقع في قلب ابن زياد أمر ، فركب من فوره ورجع إلى القصر ، وخرج مسلم بن عقيل إلى شريك من داخل البيت ، فقال : ما منعك من الخروج إلى الفاسق وقد أمرتك بقتله؟ فقال : [ منعنى من ذلك ] (٣) حديث سمعته من عمّي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قال : لا إيمان لمن قتل بالغدر مسلماً (٤) ، فلم اُحبّ أن أقتله به في منزل هذا الرجل.
فقال شريك : أمّا لو قتلته قتلت فاسقاً فاجراً منافقاً كافراً.
__________________
١ ـ البيت الثاني في المقتل هكذا :
ثمّ اسقنيها وإن
تجلب عليّ ردى |
|
فتلك أحلى من
الدنيا وما فيها |
وأمّا في « ح » فقد ورد هذان البيتان :
وإن تخشيت من سلمى
مراقبة |
|
فليس تأمن يوماً
من دواهيها |
لا تطمأن إلى سلمى
وتأمنها |
|
اخرج إليها بكأس
الموت اسقيها |
٢ ـ البرسام : علّة معروفة.
٣ ـ من المقتل.
٤ ـ في المقتل : الايمان قيد الفتك.