قال : فلم يلبث (١) شريك بعدها إلا ثلاثاً حتّى مات رحمهالله ، وكان من خيار الشيعة وعبّادها ، وكان يكتم الايمان تقيّة.
وخرج ابن زياد فصلى على شريك ورجع إلى القصر ، فلمّا كان من الغد أقبل معقل على مسلم بن عوسجة وقال : إنّك كنت وعدتني أن تدخلني على هذا الرجل لأدفع إليه هذا المال فما الّذي بدا لك؟
فقال : إنّا اشتغلنا بموت هذا الرجل وكان من خيار الشيعة.
فقال معقل : أو مسلم بن عقيل في دار هانىء؟
قال : نعم.
قال : قم بنا إليه حتّى أدفع إليه هذا المال ، فأخذ بيده وأدخله على مسلم ، فرحب به وأدناه ، وأخذ بيعته وأمر بقبض ما معه من المال ، وأقام معقل في دار هانىء بقيّة يومه حتّى أمسى ، ثمّ أتى ابن زياد فخبّره الخبر ، فبقي ابن زياد متعجباً لذلك ، ثمّ قال لمعقل : اختلف كلّ يوم إلى مسلم ولا تنقطع عنه فإنّك إن قطعته استراب وخرج من منزل هانىء فالقى في طلبه عناء.
ثمّ دعا ابن زياد محمد بن الأشعث لعنه الله وأسماء بن خارجة الفزاري وعمرو بن الحجّاج ، وكانت رويحة بنت عمرو تحت هانىء ، فقال ابن زياد : خبّروني ما الّذي يمنع هانىء من المصير إلينا؟
فقالوا أصلح الله الأمير ، إنّه مريض.
فقال ابن زياد : إنّه كان مريضاً غير أنّه برأ ، وجلس على باب داره ، فلا عليكم أن تصيروا إليه وتأمروه أن لا يدع ما يجب عليه من حقّنا.
__________________
١ ـ كذا في المقتل ، وفي الأصل : قال : ثمّ فما لبث.