فأنشأ صلوات الله عليه :
نحن انـاس عطاؤنا خـضل (١) |
|
يرتع فيـه الرجـاء والأمل |
تجود قبـل السـؤال أنفـسنا |
|
خوفاً على ماء وجه من يسل |
لو علم البحر فضل (٢) نائلنا |
|
لغاض من بعد فيضه خجل (٣) |
أبو جعفر المدائني ـ في حديث طويل ـ : قال : خرج الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر حجاجاً ففاتهم أثقالهم ، فجاعوا وعطشوا ، فرأوا في بعض الشعاب خباءً رثاً وعجوزاً فاستسقوها.
فقالت : اطلبوا هذه الشويهة ، ففعلوا واستطعموها فقالت : ليس إلا هي فليقم أحدكم فليذبحها حتّى أصنع لكم طعاماً ، فذبحها أحدهم ، ثمّ شوت لهم من لحمها ، وأكلوا وقيّلوا عندها ، فلمّا نهضوا قالوا لها : نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه ، فإذا نحن انصرفنا وعدنا فالممي بنا فإنّا صانعون بك خيراً ، ثمّ رجلوا.
فلمّا جاء زوجها وعرف الحال أوجعها ضرباً ، ثمّ مضت الأيّام وأضرت بها الحال فرحلت حتّى اجتازت بالمدينة ، فبصر بها الحسن عليهالسلام فأمر لها بألف شاة وأعطاها ألف دينار ، وبعث معها رسولاً إلى الحسين عليهالسلام فأعطاها مثل ذلك ، ثمّ بعثها إلى عبد الله بن جعفر فأعطاها مثل ذلك.
ودخل عليه رجل (٤) فقال : يا ابن رسول الله ، إنّي عصيت رسول الله صلىاللهعليهوآله .
__________________
١ ـ الخضل : كلُّ شيء نَدٍ يُترشّف نداه.
٢ ـ كذا في المناقب ، وفي الأصل : علم.
٣ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٤/١٤ ـ ١٦ ، عنه البحار : ٤٣/٣٤٠ ح ١٤.
٤ ـ في المناقب : ودخل الغاضري عليهالسلام.