وطاف الحسن عليهالسلام بالبيت يوماً فسمع رجلاً يقول : هذا ابن فاطمة الزهراء ، فالتفت إليه فقال : قل هذا ابن عليّ بن أبي طالب ، فأبي خير من أمي. (١)
وتفاخرت قريش والحسن عليهالسلام ساكت لا ينطق ، فقال له معاوية : [ يا ] (٢) أبا محمد ما لك لا تنطق؟ فوالله ما أنت بمشوب الحسب ، ولا بكليل اللسان.
فقال الحسن عليهالسلام : ما ذكروا فضيلة إلا وليّ محضها ولبابها. (٣)
أخبار أبي حاتم (٤) : إنّ معاوية فخر يوماً ، فقال : أنا ابن بطحاء مكّة ، أنا ابن أغزرها (٥) جوداً ، وأكرمها جدوداً ، وأنا ابن من ساد قريشاً فضلاً ناشئاً وكهلاً.
فقال الحسن عليهالسلام : يا معاوية ، أعليّ تفتخر؟! أنا ابن عروق الثرى ، أنا ابن مأوى التقى ، أنا ابن من جاء بالهدى ، أنا ابن من ساد اهل الدنيا ، بالفضل السابق ، والحسب الفائق ، أنا ابن من طاعته طاعة الله ، ومعصية معصية الله ، فهل لك أب كأبي تباهيني به ، وقديم كقديمي تساميني به؟ قل : نعم ، أو لا.
فقال معاوية : بل أقول : لا ، وهي لك تصديق. (٦)
____________
١ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٤/٢١ ، عنه البحار : ٤٣/٣٤٥ صدر ح ١٨.
٢ ـ من المناقب.
٣ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٤/٢١ ، عنه البحار : ٤٤/١٠٣ ح ١٠.
٤ ـ كذا في المناقب ، وفي الأصل : أمثال أبي حازم.
٥ ـ كذا في المناقب ، وفي الأصل : أعرفها.
٦ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٤/٢١ ـ ٢٢ ، عنه البحار : ٤٤/١٠٣ ح ١١ وعن كشف الغمة : ١/٥٧٥.