قال : من الحسين عليهالسلام إلى جماعة من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم ، فغضب ابن زياد وقال : والله لا تفارقني حتّى تخبرني بأسماء هؤلاء القوم ، أو تصعد المنبر فتلعن الحسين وأباه وأخاه ، أو لاُقطّعنّك (١) إرباً إرباً.
فقال : أمّا القوم فلا اُخبرك بأسمائهم ، وأمّا لعن الحسين وأبيه وأخيه فأفعل.
فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأكثر من الترّحم على علي وولده عليهمالسلام ، ثمّ لعن عبيد الله بن زياد وأباه ، ولعن عتاة بني اُميّة عن أوّلهم وآخرهم.
ثمّ قال : [ أيّها الناس ] (٢) أنا رسول الحسين بن عليّ عليهالسلام إليكم ، وقد خلّفته بموضع كذا فأجيبوه.
فأخبروا ابن زياد بذلك ، فأمر بإلقائه من أعلى القصر ، فاُلقي من هناك ، فمات رحمهالله.
وبلغ الحسين عليهالسلام موته فاستعبر باكياً ، وقال : اللّهمّ اجعل لنا ولشيعتنا منزلاً كريماً ، واجمع بيننا وبينهم في مستقرّ من رحمتك (٣) ، إنّك على كلّ شيء قدير.
وروي أنّ هذا الكتاب كتب من الحاجز ، وقيل غير ذلك (٤).
__________________
١ ـ في الملهوف : وإلاّ قطّعتك.
٢ ـ من الملهوف.
٣ ـ في الملهوف : مستقرّ رحمتك.
٤ ـ مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي : ١/٢٢٣ ، الملهوف على قتلى الطفوف : ١٣٤ ـ ١٣٦.