الكرب والبلاء ونزل الحسين في موضعه ونزل الحرّ حذاءه. (١).
وقام إلى الحسين رجل من شيعته يقال له هلال بن نافع الجملي (٢) ، فقال : يا ابن رسول الله ، الست تعلم أنّ جدّك رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يقدر أن يشرب الناس محبّته ، ولا أن يرجعوا من أمره إلى ما يحبّ (٣) ، وقد كان [ منهم ] (٤) منافقون يعدّونه النصر ويضمرون له الغدر ، ويلقونه بأحلى من العسل ، ويخلفونه بأمر من الحنظل حتّى قبضه الله تعالى إليه ، وأنّ أباك أمير المؤمنين عليهالسلام كان في مثل ذلك ، فقوم اجتمعوا على نصره وقاتلوا معه الناكثين والقاسطين والمارقين [ وقوم قعدوا عنه وخذلوه ] (٥) حتّى آتاه الله أجله فمضى إلى رحمة الله ورضوانه ، وأنت اليوم عندنا في مثل تلك الحالة ، فمن نكث عهده وخلع بيته فلن يضرّ إلّا نفسه ، والله تعالى مغن عنه ، فسرّ بنا معافى راشداً إن شئت مشرقاً أو مغرباً ، فوالله ما أشفقنا من قدر الله ، ولا كرهنا لقاء ربّنا ، وإنّا على نيّاتنا وبصائرنا ، نوالي من والاك ، ونعادي من عاداك.
ثمّ وثب إليه رجل من شيعته يقال له برير بن خضير الهمداني ، فقال : والله يا ابن رسول الله ، لقد منّ الله تعالى بك علينا أن نقاتل بين يديك ، وتقطّع [ فيك ] (٦) أعضاؤنا ، ثمّ يكون جدّك صلىاللهعليهوآله شفيعاً لنا يوم القيامة ، لا أفلح قوم ضيّعوا ابن [ بنت ] (٧) نبيّهم ، اُفّ لهم غداً ما يلاقون ، ينادون بالويل والثبور في نار جهنّم.
__________________
١ ـ مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي : ١/٢٢٩ ـ ٢٣٤. وانظر : وقعة الطفّ : ١٦٧ ـ ١٧٣.
٢ ـ كذا في المقتل ، وفي الأصل : البجلي.
٣ ـ في المقتل : ما كان أحبّ.
٤ و ٥ و ٦ و ٧ ـ من المقتل.