الحسين عليهالسلام يصلح سيفه ومعه جون مولى أبي ذر الغفاري ، فأنشأ الحسين يقول :
يا دهر أُفٍ لك من خليلِ |
|
كم لك بالإشراق والأصيلِ |
من طالب بحقّه قتيل (١) |
|
والدهر لا يقنع بالبديلِ |
وكلّ حيٍّ سالك سبيلِ |
|
ما أقرب الوعد من الرحيلِ |
وإنّما الأمر إلى الجليل |
|
[ سبحانه جلّ عن المثيل ] (٢) |
فسمعت بذلك اُخت الحسين زينب واُمّ كلثوم ، فقالت : يا أخي ، هذا كلام من أيقن بالموت.
فقال : نعم ، يا اُختاه ، لوترك القطا لغفا ونام.
فقالت زينب : واثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة ، مات جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ومات أبي عليّ ، وماتت اُمّي فاطمة ، ومات أخي الحسن ، والآن ينعى إليّ أخي الحسين نفسه.
قال : وبكت النسوة ، ولطمن الخدود ، وشققن الجيوب ، وجعلت اُمّ كلثوم تنادي (٣) : وا محمّداه ، وا عليّاه ، وا اُمّاه ، وا حسناه ، وا حسيناه ، وا ضيعتاه ، يا أبا عبد الله.
فعزّاها الحسين وصبّرها ، وقال : يا اُختاه ، تعزّي بعزاء الله ، وارضي بقضاء الله ، فإنّ سكّان السماء يفنون (٤) ، وأهل الأرض يموتون ، ( كُلُّ شَيْءٍ
____________
١ ـ في المقتل : من صاحبٍ وطالبٍ قتيل.
٢ ـ من المقتل.
٣ ـ في المقتل : وجعلت اُخته تنادي.
٤ ـ في المقتل : فإنّ أهل السماء يفوتون.