[ الحرّ ] (١) عنده ألف فذلك خمسة آلاف ، ثمّ دعا عمر بن سعد برجل من أصحابه يقال له عروة بن قيس ، فقال له : امض إلى الحسين فاسأله ما الّذي جاء به إلى هذا الموضع؟ وما الّذي أخرجه من مكّة؟
فقال عروة : أيّها الأمير ، إنّي كنت قبل اليوم اُكاتب الحسين ويكاتبني ، وأنا أستحي أن أصير إليه ، فإن رايت أن تبعث غيري ، فبعث ابن سعد برجل يقال له كثير بن عبد الله الشعبي (٢) ، وكان ملعوناً ناصبيّاً شديد العداوة لأهل البيت عليهمالسلام فسلّ سيفه ، فلمّا رأى أبو ثمامة الصائدي (٣) قال للحسين : يا ابن رسول الله ، قد جاءك شرّ الناس واجرأهم على سفك الدماء.
قال : فقام الحسين وقال له : ضع سيفك حتّى نكلّمك فقال : لا ولا كرامة ، إنّما أنا رسول فإن سمعتَ منّي بلّغتُ ما اُرسلتُ به ، وإن أبيتَ انصرفتُ.
فقال له أبو ثمامة : تكلّم بما تريد ولاتدن من الحسين فإنّك رجل فاسق ، فغضب ورجع إلى ابن سعد ، وقال : إنّهم لم يتركوني أن أدنو من الحسين فاُبلّغه رسالتك فابعث غيري ، فأرسل إليه برجل يقال له قرّة بن قيس الحنظلي ، فلمّا أشرف على عسكر الحسين قال الحسين لأصحابه : هل تعرفون الرجل؟
فقال حبيب بن مظاهر : نعم ، يا ابن رسول الله ، هذا رجل من بني تميم ثمّ من بني حنظلة ، وقد (٤) كنت أعرفه حسن الرأي ، وما ظننت أنّه يشهد هذا المشهد ، ثمّ تقدّم الحنظلي حتّى وقف بين يدي الحسين عليهالسلام وأبلغه
____________
١ ـ من المقتل.
٢ ـ كذا في المقتل ، وفي الأصل : يقال غيلان بن عبد الله السبيعي.
٣ ـ كذا في المقتل ، وفي الأصل : الصيداوي.
٤ ـ كذا في المقتل ، وفي الأصل : هذا رجل من تميم وقد.