وآله : كلّ قتيل في جنب الله شهيد ، ولمّا وقف رسول الله صلىاللهعليهوآله على شهداء اُحد وفيهم حمزة رضي الله عنه قال : أنا شهيد على هؤلاء القوم زمّلوهم بدمائهم فإنّهم يحشرون يوم القيامة وأوداجهم تشخب دماً ، فاللون لوم الدم ، والريح ريح السمك (١) ، [ فهم ] (٢) كما قيل :
كسته القنا حلّة من دم |
|
فأضحت لدى الله من أرجوان |
جزته معانقة الدارعين |
|
معانقة القاصرات الحسان (٣) |
ولقد أحسنتُ في وصفهم ، وبالغت نعيهم بالتعزية ، وسمّيتها ب « مجرية العبرة ومحزنة العترة » وهي الّتي وضعتها لتعزية المؤمنين يوم التاسع من المحرّم ، وستأتي في المجلس التاسع يوم التاسع إن شاء الله ، وهي مشتملة على نكت لطيفة ، واستعارات ظريفة ، وأشعار رائقة ، وعبارات شائقة ، أنشأتها بإذن الله ، وأوردتها على المنبر بحضور جمع من المؤمنين ، قبالة ضريح سيّد الشهداء ، وثالث الأوصياء ، وخامس أصحاب الكساء في حضرته الشريفة ، أبكيت بها عيون المؤمنين ، وأحزنت قلوب المخلصين ، راجياً أن يكون جزائي عنها وثوابي منها ثواب المستشهدين بين يدي حضرته ، الباذلين أنفسهم دونه ودون اُسرته.
ولمّا قُتل أصحاب الحسين عليهالسلام ولم يبق إلّا أهل بيته ، وهم : ولد عليّ ، وولد جعفر ، وولد عقيل ، وولد الحسن ، وولده صلوات الله عليه اجتمعوا
____________
١ ـ من قوله : « فَقَتل اثنين وستّين » إلى هنا نقله المجلسي رحمهالله في البحار : ٤٥/٢٧ ـ ٣٢ عن كتابنا هذا.
٢ ـ عن المقتل.
٣ ـ انتهى كلام الخوارزمي.