فبكى الحسين عليهالسلام ، وقال : يا بنيّ ، يعزّ على محمد صلىاللهعليهوآله ، وعلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وعليَّ (١) أن تدعوهم فلا يجيبوك ، وتستغيث بهم فلا يغيثوك.
يا بنيّ ، هات لسانك ، فأخذ بلسانه فمصّه ودفع إليه خاتمه ، وقال : أمسكه في فيك وارجع إلى قتال عدوّك فإنّي أرجو أنّك لا تمسي حتّى يسقيك جدّك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبداً ، فرجع عليهالسلام إلى القتال ، وهو يقول :
الحرب قد قامت (٢) لها الحقائق |
|
وظهرت من بعدها مصادق |
والله ربّ العرش لا نفارق |
|
جموعكم أو تُغمد البوارق |
فلم يزل يقاتل حتّى قَتَل تمام المائتين ، ثمّ ضربه مرّة بن مُنقِذ (٣) العبدي لعنه الله على مفرق رأسه ضربة صرعته ، وضربه الناس بأسيافهم ، ثمّ اعتنق عليهالسلام فرسه ، فاحتمله الفرس إلى عسكر الأعداء فقطّعوه بسيوفهم إرباً إرباً.
فلمّا بغلت الروح (٤) التراقي قال رافعاً صوته : يا أبتاه ، هذا جدّي رسول
__________________
١ ـ في المقتل : وعلى أبيك.
٢ ـ في المقتل والبحار : بانت.
٣ ـ كذا الصحيح ، وفي الأصل والمقتل والبحار : منقذ بن مرّة.
وهو مرّة بن منقذ بن النعمان الكندي. انظر : تسمية مَن قُتل مع الحسين بن عليّ عليهماالسلام : ١٥٠ رقم ٨.
٤ ـ في المقتل : روحه.