مثله ـ أعني الحسين عليهالسلام ـ لقد رأيت الرجال تنكشف عنه انكشاف المعزى إذا عاث (١) فيها الذئب.
ثمّ إنّ عمر بن سعد لعنه الله نادى : من ينتدب للحسين فيطأه بفرسه (٢)؟ فانتدب له عشرة نفر ، منهم : أخنس بن مرثد الحضرمي ، وهو القائل (٣) :
نحن رضضنا الظهر بعد الصدر |
|
بكلّ يعبوب شديد الأسر |
[ حتّى عصينا الله ربّ الأمر |
|
بصنعنا مع الحسين الطهر ] (٤) |
وقال عمر بن سعد لعنه الله : بهذا أمر الأمير عبيدالله.
قال الراوي (٥) : فنظرنا في هؤلاء العشرة فوجدناهم أولاد زنا ، وهؤلاء أخذهم المختار رضي الله عنه وشدّ أيديهم وأرجلهم بسكك من حديد ، ثمّ أوطأهم الخيل حتّى ماتوا.
وأقام عمر بن سعد يومه ذاك بعد الواقعة إلى الغد ، فجمع قتلاه فصلّى عليهم ودفنهم ، وترك الحسين وأصحابه منبوذين بالعراء ، فلمّا ارتحلوا إلى الكوفة وتركوهم على تلك الحال عمد أهل الغاضريّة من بني أسد فصلوا عليهم ودفنوهم. (٦)
____________
١ ـ كذا في المقتل ، وفي الأصل : غارت.
٢ ـ في المقتل : فيوطئة فرسه.
٣ ـ نسب الرجز في الملهوف : ١٨٣ إلى أسيد بن مالك.
٤ ـ من المقتل.
٥ ـ هو أبو عمرو الزاهد : انظر في ترجمته : وفيات الأعيان : ١/٥٠٠ ، تاريخ بغداد : ٢/٣٥٦ ، الأعملام للزركلي : ٦/٢٥٤.
٦ ـ من قوله : « وأقام عمر بن سعد يومه » إلى هنا نقله المجلسي رحمهالله في البحار : ٤٥/٦٢ عن كتابنا هذا. وكذا البحراني في عوالم العلوم : ١٧/٣٠٦.