الرجل منهم يزيد على الكتيبة (١) ، فسرّ بهم ، وألن لهم جانبك ، وابسط وجهك ، وادنهم من مجلسك ، فإنّهم بقيّة ثقة أمير المؤمنين عليهالسلام ، وسر بهم على شط الفرات حتّى تقطع بهم الفرات (٢) ، ثمّ سر إلى مسكن ، ثمّ امض حتّى تستقبل معاوية ، فإن أنت لقيته فاحبسه حتّى أتيك فإنّي في اثرك ، وليكن خبرك عندي في كلّ يوم ، وشاور هذين ـ يعني قيس بن سعد وسعيد بن قيس ـ ، وإذا لقيت معاوية فلا تقاتله حتّى يقاتلك ، فإن اُصبت [ فقيس بن سعد على الناس ، وإن اصيب قيس ] (٣) فسعيد بن قيس ، فسار حتّى نزل الفلوجة ، ثمّ أتى مسكن.
وكان أكثر عسكر مولانا الحسن عليهالسلام أخلاط من شيعة ومحكمة وشكاك وأصحاب عصبية وفتن ونفاق ، فسار صلوات الله عليه حتّى أتى حمام عمر ، ثمّ أخذ على دير كعب [ ثمّ بكر ] (٤) فنزل ساباط ، فلمّا أصبح نادى بالصلاة جامعة ، فاجتمعوا ، فصعد المنبر فخطب وقال تجربة لهم ليظهر لهم بواطنهم :
أمّا بعد :
فإني أرجو أن أكون قد أصبحت بحمد الله ومنّه وأنا أنصح خلق الله لخلقه ، وما أصبحت محتملاً علم مسلم ضغينة ، ولا مريداً له بسوء ولا غائلة ، ألا وإن لكم ما تكرهون في الجماعة خير ممّا تحبّون في الفرقة ، ألا وإنّي ناظر لكم خير من نظركم لأنفسكم ، فلا تخالفوا أمري ، ولا تردّوا عليَّ رأيي غفر الله لي ولكم ، وأرشدني وإيّاكم لما فيه المحبّة والرضا.
____________
١ ـ في المقاتل : الرجل منهم يزن الكتيبة.
٢ ـ كذا في المقاتل ، وفي الأصل : التراز.
٣ و ٤ ـ من المقاتل.