من ذرّيّتك ، والخلف الصالح من عترتك ، ولعمري لئن غابت أبداننا عن نصرتك ، وتباعدت أشخاصنا عن مشاهدتك فلقد أدركنا واقعتك ونحن في الأصلاب نطف ، واُمرنا بتجديد التعزية لمصابك بنقلها منّا خلف عن سلف ، وأن نجدّد البيعة في حضرتك بوفاء عهدك ، وعهد أبيك وجدّك والأئمّة الطاهرين من ولدك ، وأن نعرض عليك قواعد عقائدنا ، ونفضي إليك بأسرارنا في مصادرنا ومواردنا ، ونتّخذ يوم رزئك يوم مصيبة لا ترقى عبرته ، ولا تخبو حرقته ، بديت تصاعد زفراتنا فيه زبر الحديد ، ونشيت قطرات عبراتنا ضرب الغمام بل نزيد ، ويربو حزننا على حزن نبيّ الله يعقوب ، وتعلو رنّتنا على رنّة الثكلى الرقوب (١).
لما اتّخذته العصابة الناصبة المشركة ، يوم سرور وعيد وبركة ، وأظهروا فيه تمام زينتهم ، ووسموه برأس سنتهم ، وليس ذلك ببدع من نفاقهم المكنون ، وشقاقهم المصون ، فهي فرع الشجرة الملعونة في القرآن ، والطائفة المارقة عن الايمان ، الّذين أعلنوا بالسبّ على منابرهم ، ودلّ خبث ظاهرهم على قبح سرائرهم ، وحيث إنّا لم نحض بالشهادة الكبرى بين يديك ، ولم يقض لنا بالحسنى حين توجّه الفجرة إليك ، وفاتنا نصرك بمناصلنا وعواملنا ، ولم نتلقّ عنك السيوف بجباهنا وسواعدنا.
فها نحن نجاهد أعداءك بقولنا وفعلنا ، ونقمع هاماتهم بمقامع نظمنا ونثرنا ، ونعلن بسبّ أئمّة ضلالهم على أعواد منابرنا ، ونشرح قبح خصالهم في شوامخ منائرنا ، ونعتقد ذلك من أعظم الوسائل إلى ربّنا ، وأكمل الفضائل يوم حشرنا ونشرنا.
__________________
١ ـ الرقوب : المرأة الّتي لا يعيش لها ولد ، أو الّتي مات ولدها.