تدع ذلك؟
قلت : جعلت فداك ، لم أدر أنّ الأمر يبلغ هذا كلّه.
فقال : يا معاوية ، من يدعو لزّواره في السماء أكثر ممّن يدعو لهم في الأرض ، لا تدعه لخوفٍ من أحد ، فمن تركه لخوفٍ رأى من الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان عنده (١) ، أمّا تحبّ أن ترى (٢) شخصك وسوادك ممّن يدعو له رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ أمّا تحب أن تكون غداً فيمن رؤي (٣) وليس عليه ذنب فيتبع به؟ أمّا تحبّ أن تكون غداً فيمن تصافحه الملائكة؟ أمّا تحبّ أن تكون غداً فيمن يصافح رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ (٤)
وبالاسناد عن الحسن بن محبوب ، عن داود الرقّي ، قال : سمعنا (٥) أبا عبد الله عليهالسلام يقول : ما خلق الله خلقاً أكثر من الملائكة ، وإنّه لينزل من السماء في كلّ مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت ليلتهم حتّى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله فسلّموا عليه ، ثمّ يأتون قبر أمير المؤمنين عليهالسلام فيسلّمون عليه ، ثمّ يأتون قبر الحسين عليهالسلام فيسلّمون عليه ، ثمّ يعرجون (٦) إلى السماء قبل أن تطلع الشمس ، ثمّ تنزل
__________________
١ ـ في الثواب : بيده.
والمراد : أيّ يتمنّى أن يكون قتل لزيارته عليهالسلام وقُبر عنده.
٢ ـ في الثواب : أن يرى الله.
٣ ـ في الثواب : يأتي.
٤ ـ ثواب الأعمال : ١٢٠ ح ٤٤.
ورواه في كامل الزيارات : ١١٦ ح ١ و ٢ وص ١١٧ ح ٣ ، عنه البحار : ١٠١/٨ ـ ١٠ ح ٣٠ ـ ٣٧.
٥ ـ في الثواب : سمعت.
٦ ـ كذا في الثواب ، وفي الأصل : يرجعون.