ثمّ قال : إنّي ما دعوتك إلا لأني تفكرت في رجل أعتمد عليه في اُموري وأجعله عيبة سري ، فما رأيت أصلح لذلك إلا أنت ، وقد أردت أن اُولّيك البصرة ، واُزوّجك ابنتي رملة اخت يزيد لأني ما وجدت لها كفواً غيرك ، فاغترّ الأحمق بقوله ، فأتاه في اليوم الثاني وقال : إنّي عرفتها ذلك فرضيت ، وقالت : كفو كريم ، ولكن له زوجة ولا يليق بمثلي أن أكون عند رجل له زوجة غيري ، فإن طلق زوجته كنت له أهلا وكان لي بعلاً ، فرضي عبد الله بذلك وطلق زوجته اُمّ خالد ، فلمّا انقضت عدتها طلب من معاوية ما وعده.
فقال : إن أمرها إليها ، وإنّها قالت : اذا كان الرجل لم يوف لابنة عمّه وهي من الجمال والحسن على ما ليس عندي فكيف يوفي لي؟ وامتنعت.
ثمّ إنّ معاوية أرسل بأبي الدرداء صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يخطبها ـ أيّ اُمّ خالد ـ على ابنه يزيد ، وكانت الصحابة إذا ورد أحد منهم المدينة أوّل ما يبدأ بالسلام على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ثمّ يأتي إلى سيّدنا الحسن بن رسول الله صلىاللهعليهوآله تبرّكاً به وتيمّناً بطلعته الشريفة صلوات الله عليه ، فدخل أبوالدرداء على الحسن عليهالسلام ، فقال : ما أقدمك ـ يا عمّ ـ المدينة؟ فأعلمه بالقصة.
فقال : يا أبا الدرداء ، هل لك أن تذكرني لها؟ فمضى أبو الدرداء وأعلمها ما كان من أمر بعلها ، وأنّه طلّقها ، وأنّ معاوية أرسله ليخطبها على ابنه يزيد ، وأعلمها بمقالة الحسن عليهالسلام ، فقالت : يا عمّ ، اختر لي أيّ الرجلين أصلح.
فقال أبو الدرداء : اعلمك أنّي رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقبّل الحسن ويضع شفته على شفته ، وإنّي مشير عليك أن تضعي شفتك موضعاً وضع