.................................................................................................
______________________________________________________
بصير (١) وسماعة (٢).
ولا يقدح اشتمال هذه الروايات على حكاية سهو النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) المنافي لأُصول المذهب في صحّة الاستدلال بها ، فإنّ الإمام (عليه السلام) لم يصدّق السائل ولم يقرّره في تلك الحكاية كما يشعر به جوابه بما يشتمل على كلمة «لو» في قوله : «ولو برح ...» التي هي للامتناع ، غايته أنّه (عليه السلام) لم يكذّبه فيما زعمه ، فلتكن محمولة على التقية من هذه الجهة. وأمّا بيان الحكم الكلّي وهو أنّ المصلّي لو برح استقبل الذي هو مناط الاستدلال فهو حكم واقعي ، ولا تقيّة فيه وإن كان التطبيق على المورد بعدم التكذيب مبنيّاً عليها كما عرفت.
ومن المعلوم أنّه ليس المراد من قوله (عليه السلام) : «لو برح ...» الحركة اليسيرة ومجرّد الانتقال ، إذ هو لا ضير فيه حتّى اختياراً وفي الأثناء بلا إشكال غايته أنّه يكفّ عن القراءة عندئذ ، بل المراد الحركة المستتبعة لارتكاب المنافي من الاستدبار ونحوه كما لا يخفى. فتدلّ هذه الروايات بوضوح على البطلان لو كان التذكّر بعد الإتيان بشيء من المنافيات عمداً وسهواً.
ومنها : صحيحة الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال «قلت : أجيء إلى الإمام وقد سبقني بركعة في الفجر فلمّا سلّم وقع في قلبي أنّي قد أتممت ، فلم أزل ذاكراً لله حتّى طلعت الشمس ، فلمّا طلعت نهضت فذكرت أنّ الإمام كان قد سبقني بركعة ، قال : فان كنت في مقامك فأتمّ بركعة ، وإن كنت قد انصرفت فعليك الإعادة» (٣) ، فانّ الانصراف ملازم للاستدبار عادة.
وهذه الأخبار كما ترى تعارض الطائفة الأُولى معارضة واضحة ، ولا سبيل
__________________
(١) الوسائل ٨ : ٢٠١ / أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ٣ ح ١٠ ، ١١.
(٢) الوسائل ٨ : ٢٠١ / أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ٣ ح ١٠ ، ١١.
(٣) الوسائل ٨ : ٢٠٩ / أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ٦ ح ١.