محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ويعترف بالبعث والنشر ، وقد جاءت الرواية عن أبي سدير عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام : لا تسبوا المختار ، فإنّه قتل قتلتنا وطلب بثارنا ، وزوّج أراملنا ، وقسّم المال فينا على العسرة ، وروي مثله عن عبدالله بن شريك ، قال : دخلنا على أبي جعفر عليهالسلام يوم النحر ، وهو متّكئ ، وقد أرسل الى الحلّاق فقعدت بين يديه إذ دخل شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه ، ثم قال : أنا أبو محمّد الحكم ابن المختار بن أبي عبيدة ، وكان متباعداً عن أبي جعفر ، فمدّ يده إلى حتى كاد يقعده في حجره بعد منع يده ، ثم قال : أصلحك الله إنّ الناس قد أكثروا في أبي ، وقالوا والقول والله قولك ، قال : وأي شيء يقولون؟ قال : يقولون كذاب ولا تأمرني بشيء إلا قبلته. فقال عليهالسلام : سبحان الله ، (أخبرني أبي والله أن مهر امي كان مما بعث به المختار ، أو لم يبن دورنا ، وقتل قاتلنا ، وطلب بدمائنا ، رحم الله أباك رحم الله أباك ، ما ترك لنا حقّاً عند أحد إلّا طلبه ، قتل قتلتنا وطلب بدمائنا).
فهذه الروايات كلّها واردة في حقه والرحمة عليه ، معناه رضى الأئمّة عليه ، ورضى الأئمّة رضى الله تعالى ، أضف إلى ذلك ما رواه الأصبغ بن نباتة ، قال : رأيت المختار على فخذ أمير المؤمنين عليهالسلام وهو يمسح على رأسه ويقول : «يا كيس يا كيس (١)» ونحن نعتقد بأنّ أمير المؤمنين عليهالسلام يعلم مآل المختار وعاقبة
__________________
(١) ذهب بعض الناس إلى تسمية المختار بكيسان ، حيث إنّ أمير المؤمنين عليهالسلام قال له : يا كيس ، هذا قول وقيل : هذه النسبة التي لحقت بالمختار من صاحب شرطته ، حيث كان اسمه كيسان ، سمّي باسم كيسان ، مولى علي بن أبي طالب المكنى بإبي عمرة ، وهو الذي كان يدله على قتلة الحسين عليهالسلام وكان صاحب سرّه الغالب على أمره ، وكان لا يبلغه شيء عن رجل من أعداء الحسين عليهالسلام في دار أو موضع إلّا قصده وهدهم داره بأسرها ، وقتل كلّ من فيها من ذي روح ، وكان أهل الكوفة يضربون به المثل ، فإذا افتقد منهم أحد قالوا : دخل بيته أبو عمرة ، يعنون بذلك كيسان صاحب المختار بن أبي عبيدة الثقفي رحمهالله.