ووجوه العباسيين ، ثم أمر السفاح بالموائد فصبّت وقدموا الطعام ، فأكل السفاح وقومه وسديف معهم.
قال : والتفت السفاح إلى سديف وقال له : يا سديف هل برد غليلك؟ فقال : والله يا أمير المؤمنين ما أكلت أكلة أطيب من هذا اليوم ثم أنشأ سديف قائلاً :
الا مبلغ ساداة هاشم معشري |
|
وجمع قريش والقبائل من فهري |
وسادات مخزوم وأبناء غالب |
|
قريباً من النور المغيب في القبر |
ومن كان منهم في المدينة ثاوياً |
|
وسكّان بيت الله والركن والحجر |
ومن كان منهم في الغريين ثاوياً |
|
وذلك علي صاحب النهي والأمر |
ومن سكن الطف المعظم قدره |
|
حسين الرضي المدفون بالبلد القفر |
بأنّ سديفاً قد شفى الله قلبه |
|
بسمر رماح ثم مرهفه بتر |
وأنّ أبا العباس ثار لثارهم |
|
فلم يبق موتوراً يطالب بالوتر (١) |
وإنّ فعل أبوالعباس ما فعل ببني اُمية وقتل ما قتل منهم لم يبلغ معشار ما فعلوا بنو اُمية بأهل البيت فإنّهم :
أبادوهم قتلاً وسمّاً ومثلة |
|
كأنّ رسول الله ليس لهم أب |
كأنّ رسول الله من حكم شرعه |
|
على آله أن يقتلوا أو يصلّبوا |
__________________
(١) (فائدة) : يروى مرسلاً أنّ السفاح قد فتك ببني أمية مرتين ، ففي المرّة الاُولى كان على ما ذكرنا من قضيّة سديف ، فبهذه الكيفية قتلهم ، وأمّا المرّة الثانية فإنّه بنى لهم قصراً وجعل اُسس ذلك القصر من الملح ، حتى إذا اكمل القصر دعاهم إليه فلما اجتمعوا فيه سلط عليهم الماء فأخذ جميع جهاته إلى أن ذاب الملح وانهدم عليهم القصر فهلكوا عن آخرهم.