هو عبدالله بن علي ، فقال مروان : من ولد العباس هو؟ قال : نعم ، قال مروان : وددت أنّ علي بن أبي طالب مكانه في هذا اليوم.
فقال : يا أمير المؤمنين أتقول هذا في علي بن أبي طالب عليهالسلام وشجاعته التي ملأ الدنيا ذكرها؟ قال : نعم إنّ علياً مع شجاعته صاحب دين ، وإنّ الدين غير الملك ، وإنّا نروي عن قديمنا أن لا شيء لعلي ولولده في هذا الأمر ـ يعني الخلافة ـ ثم أرسل الى عبدالله سراً يقول له : يابن العم إنّ هذا الأمر صائر إليك ، فاتق الله واحفظني في دمي وحرمي ، فأرسل إليه عبدالله أنّ لنا الحق عليك في دمك ، وأنّ لك الحق علينا في حرمك ، ثمّ حرّك عبدالله أصحابه للقتال ونادى مروان في أهل الشام وأمر عبدالله أصحابه أن ينزلوا ، ونادى : الأرض الأرض ، فنزل الناس ورمت الرماة وأشرعت الرماح وجثوا على الركب.
فقال مروان لقضاعة : انزلوا ، قال : ما ننزل حتى تنزل كندة ، فقال لكندة : انزلوا ، فقالوا : لا ننزل حتى تنزل سكاسك ، فقال للسكاسك : انزلوا ، فقال : لا ننزل حتى تنزل بنو سليم ، فقال لبني سليم : انزلوا ، فقالوا لا ننزل حتى تنزل بني عامر ، فقال لعامر : انزلوا ، فقالوا : لا ننزل حتى تنزل بني تميم ، فقال لتميم : انزلوا ، فقالوا : لا ننزل حتى تنزل بنو أسد ، فقال لبني أسد : انزلوا ، فقالوا لا ننزل حتى تنزل هوازن ، فقال لهوازن : انزلوا ، فقالوا : لا ننزل حتى تنزل غطفان ، فقال لغطفان : انزلوا وقاتلوا ، فقالوا : لا ننزل حتى تنزل الأزد ، فقال للأزد : انزلوا : فقالوا لا ننزل حتى تنزل ربيعة ، فقال لربيعة : انزلوا ، فقالوا لا ننزل حتى تنزل بنو ليث ، فقال لصاحب شرطته : ويلك احمل ، قال : ما كنت لأجعل نفسي غرضاً للرماح ، فقال مروان : أما والله لأسوءنّك اليوم. فقال : وددت أن الأمير يقدر على إساءتي في مثل هذا اليوم.
ثم إنّ عسكر عبدالله حمل على عسكر مروان وفّر عسكره ، فلحقوا مروان