وقتلوه وقتلوا كلّمن كان معه من أهل بيته وبطانته وهجموا على الكنيسة التي فيها بنات مروان ونساءه فوجدوا خادماً وبيده سيفاً مشهوراً وهو يسابقهم الدخول على الكنيسة فقبضوه وسألوه من أمره ، فقال : نعم إنّ أمير المؤمنين مروان أمرني إذا قتل هو أن أهجم على بناته وعياله وكلّ نساءه وأقتلهن قبل أن يصل إليهم العدو ، وهذا على زعمه أنه غيرة منه على بناته وهو والله لا يعرف الغيرة فكيف حال علي بن الحسين ... الخ (١).
ولما قتل مروان ادخلت بناته ونساؤه على عمّ السفاح صالح بن علي ، فتكلّمت ابنة مروان الكبرى وقالت : يا عمّ أمير المؤمنين حفظ الله من أمرك ما تحب حفظه ، وأسعدك في أحوالك كلّها وعمّك بخواص نعمه ، وشملك بالعافية في الدنيا والآخرة ، نحن بناتك وبنات أخيك فليسعنا من عدلكم ما وسعنا من جروكم. فقال لها : أوّلاً لا نستبقي أحداً لأنّكم قتلتم زيد بن علي ويحيى بن زيد ، ومسلم بن عقيل وقتلتم خير أهل الأرض حسيناً وقتلتم إخوته وأولاده وسبيتم عياله على نياق عجّف. فقالت : يا عمّ أمير المؤمنين فليسعنا من عدلكم إذاً ، قال : أما هذا فنعم وإذا أحببت زوجتك من ابني الفضل بن صالح ، فبكت وقالت : يا عم امير المؤمنين وأين ساعة عرس ترى ونحن بالحزن وبالكدر ، بل تحملنا إلى حرّان ، فحملهن إلى حرّان مكرّمات ، وقيل : قدم النياق العجف ، فقالت ابنة مروان
__________________
(١) (فائدة) قال الأندلسي في العقد الفريد أنّه : كان أشدّ الناس على بني أمية عبدالله بن علي ، وأحناهم عليهم سليمان بن علي ، وهو الذي كان يسميّه أبو مسلم كنف الأمان ، وكان يجير كل من استجار به. قال : ومات سليمان بن علي وعنده بضع وثمانون حرمة لبني أمية.
(فائدة) : ولمّا أتى الكتاب للسفاح بالهزيمة صلّى ركعتين ، وأمر لمن شهد الوقعة بخمسمائة دينار ، ورفع أرزاقهم إلى ثمانين ، وكانت هزيمة مروان بالزاب يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادي الآخرة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.