يزيد لعنه الله ، وكتب يوسف بن عمرو إلى نصر بن سيار ، وهو عامل على خراسان يقول في الكتاب : ابعث إلي الجريش حتى يأخذ يحيى بن زيد أشدّ الأخذ.
فبعث نصر إلى عقيل بن معقل الليثي وهو عامل على بلخ أن يأخذ الجريش ولا يفارقه حتى تزهق نفسه أو يأتيه بيحيى بن زيد ، فدعا به وضربه ستمائة سوط ، وقال : والله لأزهقن نفسك أو تأتيني به ، فقال : والله لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه ، فاصنع ما أنت صانع ، فوثب قريش بن الجريش وقال لعقيل : لا تقتل أبي وأنا آتيك بيحيى! فوجّه جماعة فدلهم عليه وهو في بيت في جوف بيت فأخذ عقيل إلى نصر بن سيار فحبسه وقيّده وجعله في سلسلة من حديد وكتب إلى يوسف بن عمر فأخبره بخبره وقال عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر يهجوا بني ليث ويذكر ما صنع بيحيى بن زيد :
أليس بعين الله ما تفعلونه |
|
عشية يحيى موثق بالسلاسل |
ألم تر ليثاً ما الذي حتمت به |
|
لها الويل في سلطانها المتزايل |
لقد كشف للناس ليث عن استها |
|
أخيراً وصارت ضحكة في القبائل |
كلاب عوت لا قدّس الله أمرها |
|
فجائت بصيد لا يحلّ لآكل |
قال أبو الفرج : وكتب يوسف بن عمرو إلى الوليد (لعنه الله) يعلمه بذلك ، فكتب إليه يأمره أن يؤمنه ويخلي سبيله وسبيل أصحابه ، فكتب يوسف بذلك إلى نصر بن سيار فدعا به نصر وكلّمه وحذره الفتنة ، فقال له يحيى : وهل في اُمّة محمد فتنة أعظم ممّا أنتم فيه ، من سفك الدماء وأخذ ما لستم له بأهل؟ فلم يجيبه نصر بشيء ، وأمر له بألفي درهم ونعلين بعد أن فصل السلاسل منه.
قال الراوي : ولمّا اطلق يحيى بن زيد وفكّ حديده صار جماعة من مياسير الشيعة إلى الحدّاد الذي فكّ قيده من رجله فسألوه أن يبيعهم الحديد ، قال :