وتنافسوا وتزايدوا حتى بلغ عشرين ألف درهم ، فخاف الحداد أن يشيع خبره فيؤخذ منه المال ، فقال لهم : أجمعوا ثمنه بينكم فرضوا بذلك وأعطوه المال فقطّعه قطعة قطعة ، وقسّم بينهم فاتخذوا منه فصوصاً للخواتيم يتبركون به.
وخرج يحيى الى أبر شهر ، وقد اجتمع عنده أصحابه وهم سبعون رجلاً ، وكان بأبر شهر عمرو بن زرارة ، فأعطى يحيى ألف درهم نفقة له ، ثم أشخصه إلى بيهق.
قال المسعودي : ولمّا رأى يحيى المنكر والظلم وما عمّ الناس من الجور أقبل يحيى من بيهق وهي أقصى عمل خراسان في سبعين رجلاً راجعاً إلى عمرو ابن زرارة ، فبلغ نصر بن سيار ذلك فكتب إلى عبدالله بن قيس بن عباد البكري عامله بسرخس والحسن بن زيد عامله بطوس أن يمضيا إلى عمرو بن زرارة وهو عامله على أبر شهر وهو أمير عليهم ، يقاتلون يحيى بن زيد.
قال الراوي : فأقبلوا إلى يحيى فاجتمعوا عليه حتى صاروا زههاء عشرة آلاف وخرج يحيى بن زيد وما معه إلّا سبعين فارساً ، فقاتلهم يحيى فهزمهم وقتل عمرو بن زرارة واستباح عسكره وأصاب منه دواباً كثيرة ، ثم أقبل حتى مرّ بهرات وعليها المعلس بن زياد ، فلم يتعرّض أحد منهما لصاحبه ، وسار حتى نزل بأرض الجوزجان ، فأسر إليه نصر بن سيار وسلم بن حور في ثمانية ألف فارس من أهل الشام وغيرهم ، فلحقه بقرية يقال لها : ارغوي ، وعلى الجوزجان يومئذ حمّاد بن عمرو السعيدي ، ولحق يحيى بن زيد أبو العجاريم الحنفي ، والخشخاش الأزدي (١).
قال الراوي : وعبّأ سلم جيشه وعبّا يحيى جيشه واقتتل الفريقان ودام القتال
__________________
(١) الخشخاش الأزدي هو الذي أخذ نصر بن سيار بعد ذلك فقطع يديه ورجليه وقتله.