ثلاثة أيام بلياليها أشدّ قتال حتى قتل أصحاب يحيى كلّهم ، وكان يحيى في ذلك اليوم يتمثل بقول الخنساء :
نهين النفوس وهول النفو |
|
س يوم الكريهة أوفى لها |
قال الراوي : فكان يقاتل ويجالد أعداءه في ذلك اليوم. قال : وأتيت يحيى نشابة في جبهته فخرّ إلى الأرض قتيلاً ، وجاء إليه بعد ذلك سورة بن محمّد فوجده قتيلاً فاحتزّ رأسه وبعثوا برأسه إلى الشام إلى الوليد بن زيد ، وأخذ الذي رماه بالسهم سلبه وقميصه (١) وصلب يحيى بن زيد على باب مدينة جوزجان ، حتى جاءت المسوّدة مع أبي مسلم الخراساني فأنزلوه وغسّلوه وكفّنوه وحنّطوه ودفنوه ، وأراد أن يتبع قتلة يحيى فقيل له : عليك بالديوان فوضعه بين يديه ، وكان إذا مرّ به اسم رجل ممّن أعان على يحيى قتله ، حتى لم يدع أحداً قدر عليه ممّن شهد قتله إلّا قتله ، فكأنّ أهل البيت كما قال الشاعر :
هذا قضى قتلاً وذاك مغيّبا |
|
خوف العدو وذا قضى مسموما |
__________________
(١) وهذان أعني سورة بن محمّد الذي قطع رأس يحيى والغزي الذي رماه بالسهم وقتله وسلب قميصه أخذهما بعد ذلك أبو مسلم بالخراساني وقطع أيديهما وأرجلهما وصلبها.