فكأنّما القم الربيع بحجر ، فليته حضر حين جاؤا برأس الحسين عليهالسلام الى يزيد ليلقم يزيد بن معاوية بحجر وذلك لمّا أدخلوا رأس الحسين عليهالسلام على يزيد وأخذه بيده وجاء به الى الرباب وقال : أتعرفين هذا الرأس؟ فبكت وكأنّ لسان حالها يقول :
عَلَيَّ عزيز أن تراه كما أرى |
|
عليه عزيز أن يراك تراني |
وإنّي لأستحييه والترب بيننا |
|
كما كنت استحييه وهو يراني (١) |
__________________
وأربعين ومائة ، وكان عمره ثمانية وأربعين سنة.
(فائدة) : ذكر المسعودي أنّ المنصور قال لجلسائه بعد قتل محمّد وإبراهيم : تالله ما رأيت رجلاً أنصح منالحجاج بني مروان ، فقام المسيب بن زهرة الضبي فقال : يا أمير المؤمنين ما سبقنا الحجاج بأمر تخلّفنا عنه ، والله ما خلق الله على جديد الأرض خلقاً أعزّ علينا من نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد أمرتنا بقتل أولاده فأطعناك ، وفعلنا ذلك فهل نصحناك أم لا؟ فقال له المنصور : أجلس لا جلست!
(١) (فائدة) : هذه هي الرباب إحدى الوفيات لأزواجهنّ ، ذكر أرباب التواريخ قالوا : لمّا رجعت الرباب من الأسر إلى المدينة أمرت بسقف البيت فقلع ، وجعلت تجلس هي وإبنتها سكينة تحت حرارة الشمس ، وكانت زينب تأتي إليها وتقول لها : قومي يا رباب عن حرارة الشمس ، فتقول لها : سيّدتي لا تلوميني إني رأيت جسد سيّدي الحسين تصهره الشمس في كربلاء!