اللعين على لسان رسول رب العالمين.
قال الراوي : فازداد غضب ابن زياد حتى انتفخت أوداجه ، وقال : عَلَيَّ به ، فتبادرت إليه الجلاوزة من كلّ ناحية ليأخذوه ، فقام الأشراف من الأزد من بني عمّه فخلصوه من أيدي الجلاوزة واخرجوه من باب المسجد وانطلقوا به إلى منزله ، فقال ابن زياد : اذهبوا إلى هذا الأعمى ، أعمى الأزد أعمى الله قلبه كما أعمى عينية فأتوني به.
قال : فانطلقوا إليه فلما بلغ ذلك الأزد اجتمعوا واجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم.
قال : وبلغ ذلك ابن زياد فجمع قبائل مضر وضمهم إلى محمد بن الأشعث وأمره بقتال القوم.
قال الراوي : ووصل أصحاب ابن زياد إلى دار عبدالله بن عفيف فكسروا الباب واقتحموا عليه فصاحت بنته : يا أبه لقد أتاك القوم من حيث تحذر ، فقال : لا عليك ، ناوليني سيفي ، فناولته إيّاه فجعل يذب عن نفسه وهو يقول :
أنا ابن ذي الفضل عفيف الطاهر |
|
عفيف شيخي وابن اُمّ عامر |
كم دارع من جمعكم وحاسر |
|
وبطل قد جدّلته مغادر |
قال : وجعلت ابنته تقول : يا أبه ليتني كنت رجلاً اخاصم بين يديك هؤلاء الفجرة ، قاتلي العترة البررة.
قال : وجعل القوم يدورون عليه من كلّ جهه وهو يذب عن نفسه فلم يقدر عليه أحد ، وكلّما جاؤوه من جهة صاحت ابنته يا أبه جاؤوك من جهة كذا ، حتى تكاثروا عليه وأحاطوا به ، فقالت ابنته : وا ذلّاه يحاط بأبي وليس له ناصر يستعين به ، فجعل يدير سيفه ويقول :
أقسم لو يفتح لي عن بصري |
|
ضاق عليكم موردي مصدري |