ويصلّون عليه وعلى جدّه وأبيه ، ويلعنون من قتله ويقولون : يا قتلة أولاد الأنبياء اخرجوا من بلدنا ، فخرجوا منها واجتازوها يجدون السير حتى وافوا عسقلان (١) وأمر أميرها فزينوها فرحاً وسروراً بقتل الحسين عليهالسلام ، ثم ساروا منها حتى وصلوا نصيبين (٢) وكان الوالي عليها منصور بن الياس فزيّن البلدة ، ونصبوا الرؤوس في الرحبة من الظهر الى العصر.
قال الراوي : وبات حاملي الرؤوس فيها تلك الليلة حتى الصباح ثم رحلوا منها إلى قنسرين (٣) وكانت عامرة بأهلها ثم غادروها جادّين بالسير حتى وافوا كفر طاب (٤) وكان حصناً صغيراً فلم يدخلوه لأنّ أهل الحصن منعوهم وسألوهم الماء فلم يسقوهم فرحلوا عنها وأتوا سيبور (٥) ففعلوا كما فعل أهل كفر طاب وعمدوا إلى قنطرة كانت قرب بلدهم فهدموها لأن لا يدخلها قتلة الحسين عليهالسلام.
قال الراوي : وشهروا السلاح عليهم فقال لهم خولي : إليكم عنّا ، فحملوا عليه وعلى أصحابه وقاتلوهم قتالاً شديداً ، فلمّا نظرت اُم كلثوم ذلك قالت : ما
__________________
(١) عسقلان مدينة حسنة على ساحل بحر الشام من أعمال فلسطين يقال لها عروس الشام ، ولها سوران ، وهي ذات بساتين وثمار ، بها مشهد رأس الحسين عليهالسلام وهو مشهد عظيم وفيه ضريح الرأس والناس يتبركون به ، بنيت في أيام عمر بن الخطاب وخربها السلطان صلاح الدين الأيوبي سنة ٥٨٣.
(٢) نصيبين قرية من قرى حلب.
(٣) قنسرين مدينة بينها وبين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب بالعواصم وكانت عامرة بأهلها إلى أن كانت سنة ٣٥١ تفرق عنها أهلها خوفاً من الروم. قال ياقوت : فليس بها اليوم إلا ٨ خان ينزله القوافل ، وعشار السلطان وفريضة صغيرة.
(٤) كفر طاب بلدة بين المعرة ومدينة حلب في برية معطشة ليس لهم شرب إلّا ما يجمعونه من مياه الأمطار.
(٥) سيبور موضع معروف.