جابراً ، فسأل أصحابه ، فقيل له : يا رسول الله إنّ ناقته عجفاء ، فرجع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إليه وهمز الناقة برجله فجعلت تهفّ هفيفاً خفيفاً ، حتى سبقت ناقة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا جابر بكم اشتريت هذه الناقة؟ فقال : بأبي واُمّي يا رسول الله اشتريتها بأربعمائة دينار ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا رجعنا من غزوتنا بعها عليَّ ، فقال هي لك يا رسول الله ، ثم سأله هل عليك ديون؟ قال : بلى يارسول الله عَليَّ دين كثير ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : هل عندك شيء تفي به؟ قال : بلى عندي تميرات اقسمها على غرمائي ، والذي يبقي له من الدين أستمهلهم إلى السنة الأُخرى. فقال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا حضرت وقت ايفائك لهم احضرني على التمر ، ولمّا رجع النبي من غزوته إلى المدينة ، أقبل جابر بناقته فعقلها بباب المسجد ، وصاح : يا رسول الله هذه الناقة قد جئتك بها. فقام صلىاللهعليهوآلهوسلم ودفع له أربعمائة دينار ، وقال له : يا جابر الدنانير لك والناقة لك. ولمّا صار أوان التمر أحضر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخذ النبي الميزان بيده وجعل يزن التمر ويقسمه على غرماء جابر ، حتى وفى عنه جميع ديونه ، وزاد من التمر ببركة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وروي أنّه دخل جابر يوماً على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فسلّم عليه ، فردّ النبي عليهالسلام ، فقال : يا رسول الله أخبرني عن منزلة سلمان الفارسي ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : سلمان منّا أهل البيت. ثم قال : يا رسول الله أخبرني عن منزلة عمّار ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : عمّار منّا أهل البيت. فقال يا رسول الله أخبرني عن منزلة المقداد ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : المقداد منّا أهل البيت. فقال : أخبرني عن منزلة أبي ذر ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أبو ذر منّا أهل البيت. ثم انصرف جابر ، فصاح النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يا جابر أقبل إليَّ ، فأقبل إليه فقال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : سألتني عن هؤلاء الأربعة ولم تسألني عن نفسك؟! فأطرق برأسه إلى